تتجه فرنسا نحو منعرج خطير، على خلفية المؤشرات التي تؤكد فوز اليمين واليمين المتطرف في الانتخابات الاقليمية في فرنسا، والذي ستكون له انعكاسات خطيرة على الجالية الجزائرية هناك، بالنظر الى العنصرية التي يتعامل بها كل من حزب الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وحزب مارين لوبان مع المسلمين، ما يشير الى احتمال ان تشهد البلاد حالة من الفوضى في الفترة القادمة. لم يحالف الحظ زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في تصدر القائمة خلال الدورة الاولى للانتخابات، بعدما حصلت على 25 بالمائة فقط من الأصوات، وهو مغاير لما كان متوقعها بان تكتسح الانتخابات، مما سيمكنها من الوصول الى السلطة افاق 2017، إلا ان هذا لا يمنع الخطر الذي تشكله على الجزائريين والمسلمين عامة في فرنسا، في المقابل، تصدر اليمين الجمهوري الذي يقوده ساركوزي نتائج الدورة الأولى، والذي لا يقل عنصرية عن مارين لوبان، بعد تصريحاته التي تهجم فيها على المسلمين، من خلال مطالبه بالتضييق على ممارستهم للشعائر الدينية، ورفضه لما يسمى ب"اسلمة فرنسا"، فيما تراجع الحزب الحاكم، هذه النتائج تفيض الى سيناريوهات لا تخدم مصلحة الجالية المسلمة، حيث من المتوقع في الدورة الثانية، بقاء اليمن المتطرف في المنافسة في ازيد من 1000 اقليم، بعد فوزه ب25 بالمائة من الاصوات، خصوصا في شمال وجنوب شرق فرنسا، مما يمنحه الحكم على عديد الاقاليم، بالرغم من دعوة مانويل فالس ونيكولا ساروكزي الناخبين الى عدم التصويت لصالح الجبهة الوطنية التي تقدوها مارين لوبان، فيما راح سياسيون ينتقدون برنامجها الاقتصادي، الذي اكدوا بأنه لن ينجح في اخراج فرنسا من ازمتها. وفي حال فوز كل من اليمين او اليمين المتطرف، فان الجزائريين على غرار المسلمين في فرنسا، سيواجهون صعوبات كبيرة، خاصة في ظل التصريحات العنصرية التي اطلقها كل من لوبان وساركوزي، ومن المحتمل ان تبرز الى الواجهة من جديد القضايا المتعلقة بالمسلمين وممارستهم لشعائرهم الدينية، والمطالب العنصرية الخاصة بالحد من بناء المساجد، وعلمنة الاسلام حتى يتوافق مع مبادئ الدولة الفرنسية، اضافة الى الغاء ازدواجية الجنسية والحد من الهجرة، وبالرغم من ان الكثير من الفرنسيين يرفضون عنصرية اليمين، وينتقدون هذه المطالب، إلا انه من المستحيل تجاهل الدعم الذي يحظى به هذا الاخير من قبل الشعب الفرنسي، والذي جاء نتيجة لإخفاق الحزب الحاكم في اخراج فرنسا من أزمتها، ما جعل الفرنسيين يبحثون عن بديل له، ولعل ثقة لوبان في نفسها وقوة خطاباتها جعلتها محل ثقة العديد منهم.