* وفاة امرأة كل ثلاثة أيام بسبب تعرضها للعنف أكدت المشاركات من الحركات الجمعوية وهيئات فاعلة في المجتمع، بحضور منتدى نساء المتوسط بمرسليا والجمعية الوطنية ”المرأة في اتصال”، في آخر ندوة لها نظمت بوهران حول العنف ضد المرأة، أن العشرية السوداء خلفت فكرا تعسفيا ضد المرأة، وتداعيات تلك المرحلة مازالت متواصلة وتنمو باستمرار وترمي ظلالها على المجتمع. في هذا السياق، قالت رئيسة جمعية ”جزائرنا لعائلات ضحايا الإرهاب”، شريفة خدور، إن مصالح الأمن بولاية الجزائر أحصت وفاة امرأة واحدة بسبب تعرضها للعنف كل ثلاثة أيام، وهو الرقم الذي اعتبرته أمرا مجحفا وتعسفيا ضد المرأة، التي مازالت تطالب بترسيخ حقوقها المعنوية والقانونية في المجتمع، مطالبة باستحداث وزارة للمرأة للتكفل بكل انشغالاتها، مثل بقية الوزارات الاخرى، بعدما أصبحت المرأة مضطهدة من قبل بعض العائلات ومن الزوج ومن جميع مكونات المجتمع - حسبها - خاصة بعد تؤخر الحكومة في الإفراج عن قانون العقوبات الذي يرتقب أن يرى النور قبل نهاية السنة الجارية. من جهتها، حملت رئيسة الجمعية الوطنية المرأة في اتصال، لحرش نفيسة، في تدخلها، الإعلام والمجتمع المدني ومؤسسات الدولة التي لم تلعب دورها وقصرت في إنصاف المرأة، خاصة قنوات التلفزيون التي تروج لصورة المرأة من باب المنحرفة والمذنبة، معتبرة أن هناك فراغا قانونيا كان وراء تعنيف المرأة، مطالبة بالمساواة في الحقوق والواجبات مع الرجل، قائلة ”نحن لم نقل أن المرأة ستكون مثل الرجل، لأن المجتمع عليه أن يمشي برجلين، المرأة والرجل، ولا يكون أعرجا يسير برجل واحدة”، مطالبة المنتخبين بتقديم يد المساعدة للمرأة المعنفة عن طريق تجسيد مشاريع تنموية في صالحها وخلق برامج في المجلس البلدي والولائي لوضع ميكانيزمات للدفاع عن النساء المعنفات، معتبرة أنه لا يمكن تغيير الذهنيات في المجتمع بدون تآزر وتضامن جميع الفعاليات. في ذات الشأن، أعلنت رئيسة المجلس الوطني للأسرة وقضايا المرأة، سبع، أن الجزائر أول دولة عربية قامت بعملية مسح وطني للنساء المعنفات الذي اعتبرته مشروع مجتمع لنبذ ومحاربة العنف، مطالبة بفتح ورشات عمل لإنشاء مؤسسة إصغاء للمرأة المعنفة وأن تكون هناك مساعدات لتحقيق ذلك، وتكثيف الملتقيات الإعلامية لتكون المرأة خير سفيرة في المجتمع. وكشف مسؤول بمديرية النشاط الاجتماعي بوهران ل”الفجر”، عن فتح خمس خلايا لاستقبال النساء المعنفات، بعد استقبال ذات المديرية يوميا بين أربع إلى خمس حالات لنساء تعرضن للعنف من قبل عائلاتهن وأخريات في الشارع، وغيرها من صور الاعتداءات التي باتت تتعرض لها العديد من النساء عبر مختلف الولايات، على غرار ولاية وهران، بعد تسجيل أزيد من 4 آلاف حالة عنف ضد المرأة وطنيا، مؤكدا من جهته أن العنف لم يعد يقتصر فقط على النساء في المدينة وإنما أيضا بالقرى والبلديات النائية، بعدما بلغت نسبة الاعتداء والعنف على المرأة الجامعية 50 بالمائة والمرأة الأمية 35 بالمائة، حسب آخر الإحصائيات، بعدما اعتبرت الجزائر البلد العربي الوحيد الذي يصرح بالإحصائيات الخاصة بالنساء المعنفات، حسبها.