17 امرأة من أصل 100 بالجزائر تتعرض للعنف بكل أشكاله . آخر دراسة علمية حول الظاهرة تمت في 2006. اعتبرت الباحثة ميموني بدرة أستاذة في علم النفس و باحثة بمركز "كراسك" أن تقاليد المجتمع الجزائري وراء سكوت المرأة عن التصريح بالعنف الذي تتعرض له من قبل الزوج أو أحد أفراد الأسرة وفي دردشة مع ''الجمهورية '' أكدت نفس المتحدثة أن آخر الدراسات حول هذه الظاهرة تعود الى 2006 وتشير إلى ارتفاع حالات ضحايا العنف ضد المرأة. * متى يمكن القول أن هذا السلوك يشكل عنفا سيدتي؟ - العنف هو مجموعة من الأفعال التي تلحق ضررا بالشخص ويمكن أن يكون لفظي بالسبّ والشتم أو جسدي بالضرب والاعتداء أو نفسي بالتهديدات والضغوطات أو جنسي بالاغتصاب * العنف ضد المرأة في الجزائر أخذ منحيات خطيرة في السنوات الأخيرة ما هي دوافع هذا الارتفاع في نظرك ؟ - لا يمكن أن نجزم على ارتفاع عدد ضحايا العنف من النساء المضطهدات لأن هنا المرأة المعنفة هي التي تتحدث عمّا تتعرض إليه وهذا في حد ذاته مكسبا كونهن كسرن حاجز الصمت . * وهل يعني أن كل المعنّفات يصرحن بما يتعرضن إليه من اعتداء ؟ - لا ليس بالضرورة كون اللواتي يصرحن بالعنف الممارس ضدهن لا يمثلن سوى نسبة قليلة من الضحايا لا تتجاوز 20 بالمائة ناهيك عن عدم وجود مقاييس متفق عليها لمعرفة مدى ارتفاع ضحايا هذه الظاهرة الاجتماعية. * هل حقا لا يوجد دراسات جديدة لظاهرة العنف ضد المرأة بالجزائر ؟ - نعم فآخر هذه الدراسات تعود لسنة 2006 أجريت من قبل المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية ''كراسك'' * وما هي الفئة من النساء التي شملتها الدراسة ؟ - الدراسة كانت وطنية على مستوى 11 ولاية مست 2043 امرأة تتراوح أعمارهن من 18 الى 64 سنة وتم التركيز على كل الفضاءات سواء تعلق الأمر بالأسرة أو الشارع أو أماكن العمل والدراسة وكذا بين الأزواج والأصدقاء ومن بين الولايات التي مستها الدراسة وهران و الجزائر العاصمة و قسنطينة و تيارت وكذا ولايات أخرى من الجنوب وشرق البلاد سواء كانت مدن ساحلية أو داخلية . * إلى ماذا خلصت هذه الدراسة ؟ - من بين 2043 امرأة تم استجوابهن من قبل القائمين على الدراسة هناك 17 بالمائة صرحن بتعرضهن للعنف بكل أشكاله في الوسط الأسري ، و 15 بالمائة منهن ضحية العنف الزوجي و 3 بالمائة تعرضن للعنف في العمل أما العنف في الفضاء العمومي ونعني به الشارع وصلت نسبة المعنّفات الى 7 بالمائة و 1.4 بالمائة في أماكن الدراسة ومن خلال هذه النسب نستنتج أن 17 امرأة من مجموع 100 بالجزائر يتعرضن للعنف بكل أشكاله. * على ذكر الأشكال ما هو نوع العنف الممارس ضد المرأة ؟ - في الحقيقة العنف اللفظي هو أكثر الأشكال استفحالا وذلك بنسبة 24 بالمائة يليه العنف الجسدي بنسبة 15 بالمائة. * هذا الارتفاع في العنف اللفظي هل هو مبرر في نظر علماء النفس بحكم طبيعة الرجل في المجتمع الجزائري ؟ - نعم هذا النوع من العنف مبرر نظرا أن طبيعة حديث الجزائريين قاسية ومنهم من يتحدث بالسب والشتم بصورة عادية . * هل العنف الجسدي أيضا مبرر في مجتمعنا ؟ - نعم هو الآخر للأسف مبرر لأننا نعتبر أمرا طبيعيا أن نضرب أولادنا والزوج يضرب زوجته بحجة المحافظة على أسرته وكذلك سلطته كون مجتمعنا مجتمع أبوي ناهيك عن ضرب الأم لأبنائها علما أن البنات هن أكثر عرضة الى العنف من الذكور ، والخوف من الفضيحة وراء صمت النساء وعدم تنديدهن بالعنف الممارس ضدهن .