رد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، على عدد من المتعاطفين مع حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ”الفيس” المحل، الذين ”بقوا يعيشون لحظة التسعينيات”، حيث لم يقبلوا فكرة أن حمس رفضت تغيير المسار الانتخابي. وقال مقري، إنه ”من الغريب أن كثيرا من الذين يتوجهون لنا بالملامة بخصوص سياساتنا السابقة، هم موظفون أمنيون وسياسيون تابعون لشبكات النظام السياسي، وقد انتبه إليهم أحد القادة المؤسسين الكبار للفيس المحل، حيث قال لي إن هؤلاء الذين يهاجمونكم باسمنا تابعون لأجهزة النظام السياسي”، وذكر أنه خلافا لكثير من المؤسسين الثابتين ل”الفيس”، ”الذين تربطنا بهم علاقات طيبة”، لم يشأ متعاطفون معه القابعون في تلك اللحظة التاريخية، أن يعيدوا قراءة الأحداث، وأن يقفوا على الحقائق كما وقعت، إذ لم يقبل هؤلاء أن يصدقوا أن حمس رفضت الانقلاب الذي وقع على الإرادة الشعبية في جانفي 92. وأضاف زعيم حمس، في تدوينة له عبر موقعه الخاص بالفيسبوك، أنه ”لقد أحرجهم كثيرا البيان الممضى من قبل الشيخ محفوظ رحمه الله، الذي نشرته على هذه الصفحة، لأنه لا يخدم أحقادهم وحالتهم النفسية المتوترة. لم يعترفوا أن منهجهم المتبع كان خاطئا، وأن ذلك المنهج هو الذي مكن الفاسدين والعملاء للأجنبي من التحكم في الوضع”، مبرزا أن سياسة الحركة التي كانت رافضة للانقلاب وقفت ضد التطرف وضد الإرهاب وليس ضد الفيس، خدمة للإسلام وللوطن، و”للسماح للمشروع الحضاري الذي نحمله أن يستمر في العمل والتطور”، وشدد على أن هؤلاء لم يقبلوا أن يراجعوا الشريط المتوفر على اليوتيوب، الذي برأ فيه الشيخ محفوظ في 1994، عباسي مدني وعلي بلحاج من الإرهاب. واسترسل مقري بأنه ”لم ندخل الحكومة إلا ثلاث سنوات بعد الانقلاب، حين اتضح بأنه لا يوجد حل، وأن المتآمرين على وطننا وهويتنا بدأوا يتحكمون في كل شيء تحت غطاء مكافحة الإرهاب الذي راح ضحيته أبرياء وأبطال من الشعب”، وقال إنه ”لم يستطع هؤلاء أن يعترفوا بأن منهج الحركة هو الذي نجح، بدليل أننا ها هنا نكافح في الصفوف الأولى”، وتابع بأن ”أولئك الذين ضيعوا مقاصد الرسالة في صفوفنا وأصبحوا لا يرون الحل إلا في الارتماء في أحضان ومشاريع السلطة، قد غادرونا، ومن بقي منهم لم يبق له أثر يذكر”.