"حمس" تشرع في سلسلة مشاورات جديدة بخصوص الرئاسيات مقري : شاركت في خمسة لقاءات مع قيادة الفيس لإقناعهم بنبذ العنف انتقد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الوضع السياسي العام والذي وصفه ب"المتأزم والغامض"، حيث أدى بالجزائر للدخول في أزمات حقيقية وتطورات مقلقة في مختلف المجالات، وأكد أن "حمس" دخلت سلسلة المشاورات الثانية بخصوص الرئاسيات، فيما قال أن القيادي في الفيس المحل عبد القادر حشاني "لم يستطع أن يفعل شيئا لغلبة الاتجاه المتشدد حوله". وصف مقري، أمس خلال كلمته الافتتاحية لدورة مجلس الشورى الوطني للحركة، الوضع السياسي ب"الجامد والمتأزم والمنغلق"، مضيفا "وقد زاده مرض الرئيس غموضا واضطرابا"، وأوضح أن الأمر لم يكن ليؤثر سلبا على مجريات العمل السياسي لو كانت المعالجة مسؤولة وشفافة، وأكد مقري قائلا "لا تسمح لنا أخلاقنا وحياؤنا أن ندخل في الجدال القائم حول صحته" احتراما لإنسانيته وأهله، مضيفا "ولا نملك أن نتحدث عن المادة 88 من الدستور لأننا لا نعرف وضعه الصحي"، واعتبر أن الحركة لا تملك الصلاحية والكفاءة لتحقق في ذلك سوى أنها تطالب بالشفافية. وفيما يتعلق بملف الرئاسيات المقبلة، طرح مقري مجموعة من الأسئلة "هل ستكون حرة ونزيهة بغض النظر عن من يتوج على إثرها؟ هل ستكون فرصة للإصلاح والتغيير؟ هل ستكون خطوة لفتح الآفاق السياسية لتحقيق الانتقال الديموقرطي السلس الذي يحفظنا مما حدث ويحدث في بلاد عربية شقيقة من صراع مرير تضيع فيه الأوطان وتبدد مقدرات الأمة ويفرح به أعداؤنا وعلى رأسهم الصهاينة وقوى الاستعمار المتجبرون؟"، وفي ذات السياق أوضح مقري أن "حمس" اقترحت مبادرة سياسية "جادة"، وهي مبادرة عنوانها "ميثاق الإصلاح السياسي"، مشيرا على أنها نتجت عن سلسلة المشاورات الأولى، وأضاف "ونحن بشأنها في سلسلة المشاورات الثانية التي سننهيها في هذا الشهر" لتعقد في ختامها ندوة سياسية يتم الإعلان فيها عن نتائج المشاورات ومواقف الأحزاب والقوى السياسية من المبادرة، لتذهب بعد ذلك الحركة لرسم طريقها قائلا "ونتحمل مسؤوليتنا مع غيرنا أو بمفردنا أمام ما يستقبلنا من تحديات سياسية حاسمة". كما أشار رئيس "حمس" الجديد إلى أن الحزب يريد أن يمارس "ضغطا واعيا وفاعلا لتعديل الموازين" لصالح ما أسماه "المجموعة الوطنية وليس التكتلات وأجنحة الظلام"، وشدد على أن حركته "لن تعرض الوطنَ ووحدَته واستقرارَه للخطر من أجل الصراع على السلطة". فيما اعترف مقري بترهل الأحزاب الإسلامية التي ما تزال تعيش حالة "التفرق رغم محاولات التقارب التي لم تتجاوز مستوى التناول الإعلامي إلى حد الآن". ودافع مقري عن موقف "حمس" مما يجري في مصر، حيث أكد بقوله "إن موقفنا هذا هو نفس الموقف الذي وقفناه في الجزائر سنة 1992"، وأكد أنه فشلت كل محاولات "حمس" المتكررة في رأب الصدع، وذكر أنه قاد خمسة لقاءات مع بعض قادة الفيس المحل أبرزها مع عبد القادر حشاني رحمه الله، وأوضح أن الحركة طلبت منهم قبل إلغاء الانتخابات وبعدها "البراءة الواضحة من العنف"، فيما أكد أن حشاني بالرغم من أنه "كان واعيا ومتفهما ولكنه لم يستطع أن يفعل شيئا لغلبة الاتجاه المتشدد حوله". وفي هذا الإطار جدد نداءه للحكومة الجزائرية لتكون وفية لميثاق الاتحاد الإفريقي، لتدين ما أسماه الانقلاب العسكري "بشكل واضح وبين وأن تطرد السفير المصري المنحاز لهذا الانقلاب والذي قام بإهانة الجزائر ومؤسساتها".