أعلن الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي (70 عاما) عودته إلى الساحة السياسية التونسية، بحزب سياسي جديد تحت مسمى ”حراك تونس الإرادة”. ويرر المرزوقي، خلال مقابلة أجريت معه في منزله في سوسة، قراره بعجز حكومة الحبيب الصيد، التي اتهمها بتغذية الإرهاب باحتكار حرية التعبير واعتقال التونسيين بالآلاف والعودة إلى التعذيب، عن مواجهة الوضع الكارثي الذي تمرّ به البلاد، و”مواصلة الحلم التونسي”، مشيرا إلى أن حزبه سيبني برنامجه على أساس رؤية مستقبلية للبلاد تحت مسمى ”تونس 2056”، ستحدد مستقبل تونس خلال الأربعين عاما القادمة، وأنه سيقود الحزب لعام أو عامين، ثم سيتركه للشباب في أقرب وقت ممكن. وفي كلمة ألقاها أوّل أمس بقصر المؤتمرات، أكّد المرزوقي أنّ حزبه سيعطي الأولوية لقضايا العدالة والحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفقراء والمرأة، إضافة إلى الحفاظ على الدستور وعدم توظيفه لأهداف شخصية، مؤكدا أن ”تونس قد تغيرت”، مضيفا ”التزمت الحذر والصمت طيلة سنة كاملة، ومن واجبي اليوم كمناضل العودة إلى ساحة النضال، فلا يمكن لي أن أقبل بأن أرى تونس في الحالة التي عليها اليوم”. وتابع القول مشيرا إلى الحكومة الحالية: ”كنت متأكدا من أنهم سيفشلون خلال سنتين، لكنهم فشلوا في خلال سنة واحدة”. وكان المرزوقي أسّس ”حزب المؤتمر من أجل الجمهورية” في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وانتخب نهاية 2011 رئيسا للبلاد من قبل المجلس الوطني التأسيسي (2011 إلى عام 2014)، بعد تحالفه مع حزب النهضة، الذي فاز في أول انتخابات تشريعية ديمقراطية شهدتها تونس في أكتوبر2011. وفي ديسمبر خسر المرزوقي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها زعيم حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي. ويأتي إعلان المرزوقي عن ”حراك تونس الإرادة”، في وقت لم يفلح فيه أعضاء ”نداء تونس”، في إيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بحزبهم منذ أشهر على خلفية التنافس بين الأمين العام محسن مرزوق وحافظ نجل الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي. وجاء يوم أمس، ليحمل معه سلسلة من القرارات الجديدة التي تؤكّد أنّ هذا الحزب ليس ذاهباً فقط إلى التقسيم، بل إلى التلاشي نهائيا، بعد أن تأكّد بصفة رسمية انفصال تيار الأمين العام ل”نداء تونس”، محسن مرزوق، عن الحزب، إثر اجتماع قياداته الوطنية والجهوية والنسائية المناصرة له.