ينتظر فلاحو منطقة المحمدية بولاية معسكر، تجسيد مشروع جر قنوات السقي من سد بوحنيفية إلى سد فرقوق، لاستغلالها في سقي محاصيلهم الزراعية خاصة الحوامض منذ عقد من الزمن، حيث أشار ممثلو الفلاحين أن وعود عبد المالك سلال ذهبت في مهب الريح، سواء حينما وقف على دراسة للمشروع بالمحمدية، أين كان يحمل حقيبة وزارة الموارد المائية أوبعدما أصبح رئيسا للوزراء، أين وعد بتحويل ولاية معسكر إلى ”كاليفورنيا” والمشروع لم ير النور لحد الآن بالرغم من جاهزية الدراسة المخصصة له. فلاحو المنطقة أكدوا أيضا أن تجسيد هذا المشروع سيكسب الفلاحين 50 بالمائة من الثروة المائية التي تهدر سدا بفعل العوامل الطبيعية والبشرية، كالتبخر وسرقة المياه وغيرها من العوامل، خصوصا أن منطقة المحمدية بحاجة ماسة لهذه المياه بعد أن رجع عشرات الشباب المهاجر بإسبانيا من أبناء الفلاحين إلى مدينة المحمدية للاستثمار في الفلاحة، خاصة زراعة الحوامض التي تعرف بها المنطقة، والتي رفعت من المساحة المزروعة حيث لم تكن تتجاوز خلال سنة 2010 ال 3 آلاف هكتار لتتضاعف سنة 2015 وتصبح 6700 هكتار، منتجو الحوامض بالمحمدية يعولون كثيرا على هذا النشاط بالرغم من بعض المشاكل التي تعترضهم، إلا أنهم عازمون كل العزم على التشبث بإنتاج الحوامض وإرجاع المنطقة إلى ما كانت عليه في سابق عهدها، حيث كان برتقال المحمدية يغزو أسواق أوروبا وغيرها من البلدان. وقد بلغت حصة مياه السقي الممنوحة لهؤلاء المزارعين هذه السنة 42 مليون متر مكعب، ما ساعد في رفع الإنتاج من حيث النوعية والكمية ويتم غرس 500 هكتار من أشجار الحوامض كل سنة. ومن بين انشغالات هؤلاء الفلاحين هو عمليات التأطير والمرافقة والتحسيس وكذا مساعدتهم في محاربة بعض أنواع الأمراض التي تفتك بأشجار وثمار البرتقال، وقد تم تسجيل انخفاض نسبة الملوحة مقارنة بالسنوات الفارطة نظرا لمشاريع الري، خاصة عمليات صرف المياه، بالإضافة إلى مطالبتهم بتقسيم الأراضي الفائضة على الفلاحين، والتي تفوق 8 آلاف هكتار، حيث لاتزال عرضة للضياع دون استغلال. غير أن مصادر من مديرية المصالح الفلاحية أفادت أن المساحة الإجمالية للحوامض بالمحمدية بلغت 4577 هكتار، المنتجة منها 4225 هكتار، والمساحة المجنية 1364 هكتار، وتم جني أكثر من 246 ألف قنطار، وتتوقع ذات المصالح جني 638 ألف قنطار هذه السنة وبلغت نسبة التقدم 32.28 بالمائة.