تميزت مسابقة المهرجان الثقافي الوطني أهلليل بتيميمون في ولاية أدرار، بمنافسة شديدة بين الفرق التابعة للجمعيات التراثية المشاركة في الفعالية، والتي أبدت استماتة كبيرة طيلة أطوار هذه المسابقة. وحاولت هذه الفرق المتنافسة أمام أنظار لجنة تحكيم تتشكل من شيوخ تراث أهلليل ونقاد وفنيين لتقديم أفضل عروضها في أداء قصائد أهلليل للظفر بتقييم اللجنة، مستعينة في ذلك بتجاوب الجمهور الذي لم يبرح مدرجات مسرح الهواء الطلق منذ انطلاق سهرات المهرجان. وقد خصصت اللجنة كعادتها ثلاث أنماط للتنافس في تراث أهلليل، حسب القرعة التي شملت (ثران) و(لمسرح) و(الأوقروتي)، مراعية في ذلك طريقة الأداء والإنسجام بين عناصر الفرق والزي التقليدي وتعداد الفرقة، إلى جانب مسابقة مفتوحة في الأداء الفردي للعزف على آلتي تامجة (ناي) والبانغري (آلة تقليدية بوترين أو ثلاثة). وفي تقييمها الأولي للأداء أبدت لجنة التحكيم ارتياحها ”الكبير” لمستوى الأداء والإهتمام المتزايد من طرف الجمعيات وحتى الجمهور بهذا التراث اللامادي الأصيل، ما يبعث الأمل على أن هذه الجهود تسير في الإتجاه الصحيح. ويستمد تراث أهلليل خصوصيته من تلك الطريقة البديعة التي يؤدى بها من طرف سكان قصور إقليم ڤورارة رجالا ونساء في مختلف المناسبات التي تمر بهم، مشكلين لحظة أدائه حلقات منسجمة في مشهد روحاني تمتزج فيه عبارات التهليل والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومدح الأولياء والصالحين والتغني بالأحداث والأساطير التي مرت على المنطقة، حسبما ذكر باحثون وشيوخ هذا التراث الأزلي. كما يتم أداء تراث أهلليل في مستويات مختلفة حسب سرعة الأداء ومقدمة القصيدة ونهايتها وفي وضعيتي الوقوف (أهلليل ) والجلوس (تقرابت) في شكل حلقات رجالية أو نسائية أو مختلطة، حيث يتوسط الحلقة الشخص المعرف محليا ب”أبشنيو”، والذي يحاكي المايسترو أو قائد الجوق الذي بافتتاح الأداء والعرض الأهلليلي واختتامه بطرق مختلفة في التصفيق بالأيدي.