أكد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، أن الجزائر يمكنها أن تلعب دورا فاعلا في التوصل إلى حل سياسي في ليبيا، بعد أن أشار إلى رفض بلاده التدخل الغربي. وجدد وزير الخارجية السوداني، رفض بلاده لأي تدخل دولي في ليبيا، مشيرا إلى أن دول جوار ليبيا ومن بينها مصر، السودان، تونس، الجزائر، والنيجر، وكذلك الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، يمكن أن يكونوا فاعلين في التوصل إلى حل، مضيفا في مؤتمر صحفي مشترك عقده في القاهرة، أمس، عقب محادثات أجراها مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن الطريق الوحيد لحل الأزمة الليبية هو الحوار السياسي، لافتا إلى أن توحد المعتدلين في ليبيا هو السبيل أيضا لمواجهة أي تطرف يمكن أن يغزو ليبيا من أي مكان. وجاء رد فعل السودان بعد أن فصلت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا ”أفريكوم”، في مخطط العمل الذي تقارب مدته خمس سنوات، والهادف إلى تطويق الجماعات الإرهابية في ليبيا ضمن تدخل عسكري مباشر، وتم الإعلان عن الخطة عقب اجتماع بين قائد أفريكوم دافيد رودريغاز، والقائد العام لقوات المارينز الأمريكية جوزيف فرانسيس دانفورد. ومن ضمن الأهداف الأساسية التي وضعتها القيادة العسكرية الأمريكية، التحكّم في انتشار بوكو حرام، في غرب إفريقيا، وتحجيم حركة الشباب بالصومال، من خلال دعم جهود بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام. وحسب الأرقام التي قدّمتها وزارة الدفاع الأمريكية، فإن مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، يقدرون بحوالي 3500 إهاربي، وهو ما يجعل ليبيا تحديا حقيقيا بالنسبة إلى أفريكوم، حيث تتمثل المهمة العاجلة للقيادة العسكرية الأمريكية في منع داعش من الاستحواذ على أراض جديدة في هذا البلد، خاصة مع غياب حكومة مركزية قوية قادرة على إفشال مخططاتها. وساهم ضعف الدولة والحرب الطاحنة بين المجموعات المسلحة في ليبيا بشكل خاص، في ظهور مجموعات إرهابية صنعت من الساحل الإفريقي معقلا منيعا لها، في ظل إمكانية تمدّد داعش إلى القارة الإفريقية وهو ما يمثل خطرا على الأمن القومي لدول المنطقة.