اختارت القيادة الأمريكية في إفريقيا، المعروفة باسم ”أفريكوم”، المغرب ضمن البلدان المقرر أن تحتضن ”مواقع الأمن التعاوني” بدعوى إتاحة البرنامج للقوات الأمنية الأمريكية الخاصة التدخل خلال الأزمات والوصول إلى المناطق الساخنة في غرب إفريقيا. جاء ترشيح المغرب، وفق ما كشفت عنه تقارير مغربية، ضمن قائمة تضم خمس دول إفريقية، وهي إلى جانب المغرب، السنغال، الغابون، أوغندا، وكينيا، وقد وضعت القيادة الأمريكية في إفريقيا المعروفة ب”أفريكوم” مخططا لإقامة منطقة أمنية تحت اسم ”مواقع الأمن التعاوني داخل القارة الإفريقية” تضم 11 موقعا جديدا. وتوجهت واشنطن إلى الرباط بعد تعاقب زيارات لقادة أفريكوم إلى الجزائر، في محاولة للضغط عليها والعديد من دول شمال إفريقيا والقارة الإفريقية بصفة عامة، من أجل إقامة قاعدة دائمة ل”أفريكوم” التي لا تزال تتخذ من ألمانيا، قيادة مؤقتة لها، فيما لا تزال الجزائر ترفض إقامة هذه القاعدة على أراضيها كما تعارض إقامتها في أي من دول شمال إفريقيا والقارة بصفة عامة، حيث أكد مساعد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا ”أفريكوم” فيليب كارتر، في آخر زيارة له شهر جوان الماضي، رفض الجزائر مسألة نشر قوات أمريكية في الجزائر، وقال إن الأمر ”غير وارد نظرا للتوجهات الجزائرية في هذا الشأن”، مشددا على عدم وجود أية قاعدة لأفريكوم في الجزائر، وأن القاعدة الوحيدة لأفريكوم توجد في شتوتغارت بألمانيا. وأبلغت أفريكوم المغرب بدوافع إقامة هذه المواقع العسكرية، بدعوى مواجهة التحديات المتصاعدة التي تواجه مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية في إفريقيا والتي تهم ”الخطر الإرهابي في منطقتي شمال وغرب إفريقيا”. وفي ذات السياق، كان قد وافق مجلس الشيوخ الإسباني بصفة رسمية، الخميس الماضي، على قرار ستتم بموجبه إقامة قاعدة عسكرية أمريكية تضم 2200 من جنود ”المارينز” الأمريكية، في منطقة الأندلس. ومن المرتقب أن يتم تشييد القاعدة العسكرية التابعة ل”أفريكوم” شرق مدينة إشبيلية بمنطقة الأندلس، وسيعمل داخل القاعدة نحو 500 مدني، وتهدف إلى تسريع وتيرة التدخل في حالة الأزمات، إذ سيشمل دورها، وفق مصادر إسبانية، القيام بمهمات أمنية لحماية التمثيليات الأمريكية في القارة الإفريقية والتدخل في عمليات إجلاء المدنيين في مناطق التوتر. وكان الجنرال ديفيد رودريغيز، قائد القوات الأمريكية في إفريقيا، قد أكد أن تنظيم ”داعش” في ليبيا أصبح يشكل خطرا حقيقيا على دول شمال إفريقيا، مضيفا أن كلا من المغرب والجزائر وتونس، أصبحت تشكل الخط الأمامي للدفاع ومواجهة تنامي نفوذ التنظيم الإرهابي في ليبيا.