يهدد انهيار أسعار البترول الذي تراجع إلى مستويات قياسية لم تشهدها الأسواق العالمية منذ سنة 2004، الاقتصاد الجزائري، حيث توقعت شركة ”نرويجية” للاستشارات، أن الجزائر ستصل إلى درجة وقف التصدير نحو الخارج إذا صارت كلفة الإنتاج تساوي أو أعلى من سعر البيع. ووفق معطيات شركة ”ريستد أنرجي” النرويجية للاستشارات، فإن دول مصدرة للبترول من بينها الجزائر، تكاد تكون قريبة من ”هاوية الإنتاج”، حيث تبلغ تكلفة الإنتاج لديها 20.40 دولارا، في وقت أن الأسعار تراجعت إلى حدود 30 دولار للبرميل، وهو ما يعتبر كارثيا حيث أن الفرق بين تكلفة الإنتاج وسعر البيع لا يتجاوز 10 دولارات. فيما تبلغ تكلفة الإنتاج في الصين 29.9 دولارا والمكسيك 29.10 دولارا وليبيا 23.5 دولارا، بينما تظل روسيا 17.20 دولارا وإيران 12.30 دولارا والإمارات 12.3 دولارا ثم العراق 10.7 دولارات، وهذه الدول أكثر أمنا إذا لم تكسر أسعار النفط حاجز العشرة دولارات، كما تشير بعض التوقعات الأكثر تشاؤما، في حين تبقى السعودية 9.9 دولارات والكويت 8.5 دولارات على التوالي الدول التي ستحمل راية الصمود إلى أبعد الحدود. ولمواجهة هذه الأزمة، بدأت بعض الدول من داخل منظمة أوبك، التي تنتج نحو ثلث احتياجات العالم من النفط، بالمناورة لأجل الضغط على المنتجين الكبار لعقد اجتماع طارئ لمناقشة إمكانية تعديل إستراتيجية المنظمة القائمة حتى الآن على إبقاء سقف الإنتاج دون تغيير، حفاظا على حصتها السوقية، ومحاولة منها لإخراج المنتجين غير التقليديين للنفط والغاز الصخريين الأعلى كلفة من حلبة الصراع، حسب ما اورده موقع الجزيرة. ويذكر أن أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت هبطت الثلاثاء الماضي صوب 30.43 دولارا للبرميل عند أدنى مستوياتها في نحو 12 عاما، على خلفية المخاوف من تخمة المعروض، في مقابل انخفاض الطلب خاصة من الصين التي تعد ثاني أكبر مستهلك للنفط بالعالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن الأسعار ما لبثت أن استعادت أنفاسها ولو بقليل لتستقر عند 31.75 دولارا. وفقدت أسعار النفط قرابة 15٪ منذ مطلع العام الحالي، ونحو 70٪ منذ منتصف 2014، بينما تشير عدد من التكهنات إلى أن الخام قد يتلقى صدمات أخرى تتجه به إلى مستويات قريبا من العشرين دولارا. وتشير بعض الأرقام التي أوردتها شركة ”ريستد أنرجي” النرويجية إلى أن سعر تكلفة إنتاج النفط لعدد من الدول في مقدمتها كندا سادس منتج عالمي يبلغ 41 دولارا، والبرازيل تاسع المنتجين 48.8 دولارا، والنرويج 36.10 دولارا، وبريطانيا 52.5 دولارا، وأنغولا 35.4 دولارا، وهو ما يعني أن إنتاج وتصدير النفط عند هذه الدول قد أصبح غير ذي جدوى، في ظل انهيار الأسعار إلى ما يقرب من 30 دولارا. وتلفت الإحصائيات نفسها إلى أن سعر تكلفة إنتاج النفط في نيجيريا يناهز 31.6 دولارا للبرميل، وهو ما يبرر التصريحات التي أدلى بها وزير الدولة النيجيري للموارد البترولية، إيمانويل إيبي كاشيكو، الثلاثاء الماضي، والتي توقع فيها عقد اجتماع طارئ لمنظمة أوبك مطلع مارس المقبل، أي قبل ثلاثة أشهر من الاجتماع العادي للمنظمة لمناقشة تدهور أسعار النفط، قبل أن يشكك مندوبون غير خليجيين بأوبك في عقد أي اجتماع طارئ، وفق ما أفادت رويترز.