النفط يهوي إلى عتبة 30 دولارا للبرميل و مخاوف من استمرار التراجع إربك الإعلان الصادر عن رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط بعقد اجتماع طارئ في مارس، دولا نافذة داخل منظمة أوبك، حيث سارع مندوبون في المنظمة إلى نفى وجود أي اتفاق بهذا الخصوص، وذلك رغم الانهيار المتواصل في أسعار النفط إلى حدود 30 دولارا للبرميل، فيما لم يتجاوز سعر سلة خامات «أوبك» 27 دولارا، الأمر الذي دفع عدة دول خليجية على رأسها العربية السعودية والكويت لإعلان رفع أسعار الوقود بنسب متفاوتة. تراجع النفط الخام ثلاثة بالمائة، أمس، متجها صوب 30 دولارا للبرميل ومستويات لم يشهدها في أكثر من عشر سنوات بينما يهرع المحللون إلى خفض توقعاتهم للأسعار ويراهن المتعاملون على مزيد من الانخفاضات. بينما انخفضت أسعار سلة خامات منظمة «أوبك» إلى 27.07 دولار للبرميل مقارنة بسعر الجمعة الماضي. وتضم سلة خامات « أوبك « التي تعد مرجعا في مستوى سياسة الإنتاج 13 نوعا. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت أكثر من ثلاثة بالمائة إلى 30.43 دولار للبرميل، أمس، وهو مستوى لم تبلغه منذ أفريل 2004، حيث فقدت أسعار النفط حوالي 20 بالمائة منذ مطلع العام تحت وطأة تخمة المعروض المتصاعدة وتدهور الاقتصاد الصيني واضطرابات سوق الأسهم فضلا عن ارتفاع الدولار الذي يجعل النفط أعلى تكلفة للبلدان التي تستخدم عملات أخرى لشرائه. وقال المتعاملون والمحللون إن تنامي تخمة المعروض وتباطؤ الاقتصاد الصيني هما السببان الرئيسيان لتدهور سعر النفط الذي خفض الأسعار أكثر من 70 بالمائة منذ منتصف 2014. وبدأوا يشيرون أيضا إلى الدولار كعامل ضغط على الخام. لكن استمرار انهيار الأسعار، يبدوا انه اخلط حسابات الدول التي كانت تراهن على استقرار الأسعار عند مستويات معينة، وكشفت مجددا مدى عمق الخلافات داخل منظمة أوبك، ففي الوقت الذي أعلن رئيس المنظمة عن رغبته في عقد اجتماع طارئ لأوبك مطلع مارس، للبحث في الانخفاض الحاد المتواصل لأسعار النفط عالميا. سارع مندوبان من المنظمة إلى نفى إمكانية عقد الاجتماع.
وقال وزير الدولة النيجيري للبترول إيمانويل إيبي كاتشيكو الذي يتولى رئاسة المنظمة للصحفيين خلال مؤتمر حول الطاقة في أبوظبي، إن الهدف من الاجتماع الاستثنائي سيكون مراجعة سياسية منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» لمعرفة ما إذا كانت هناك أي حاجة لتغيير الإستراتيجية، حيث إن الأسعار الحالية للخام تملي ضرورة لعقد مثل هذا الاجتماع. وأضاف كاتشيكو أن اثنتين من الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» طلبتا عقد الاجتماع من دون أن يكشف عن اسم هاتين الدولتين. وأكد رئيس «أوبك» أكد الحاجة لطرح هذا الموضوع على الدول الأعضاء في المنظمة، ومن أبرزها السعودية ودول خليجية أخرى، سبق لها أن رفضت خفض إنتاجها من النفط لمحاولة رفع الأسعار. وأضاف كاشيكو: «لم أتحدث كثيرا بعد مع الوزراء»، مشيرا إلى أن آراء الدول الأعضاء في المنظمة متباينة حول التدخل في الأسواق العالمية. وأوضح وزير النفط النيجيري: «مجموعة من دول «أوبك» تشعر بحاجة إلى التدخل فيما ترى مجموعة أخرى أنه حتى وإن تدخلنا، فنحن لا نشكل سوى 30 بالمائة إلى 35 بالمائة من منتجي النفط في العالم». وأشار كاشيكو إلى أن قرابة 65 بالمائة من السوق النفطية خارج أوبك»، موضحا أنه في حال عدم اتخاذ الدول غير المنضوية في «أوبك» إجراءات لتعديل الإنتاج فإن تأثير دول «أوبك» على السوق سيكون محدودا. من جانبهّ، قال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي، إنه يتوقع تصحيحاً في أسعار النفط خلال النصف الثاني من العام الجاري 2016. وأضاف «المزروعي»، في تصريحات على هامش منتدى الطاقة، المنعقد بأبوظبي أن التصحيح لن يكون خلال النصف الأول من العام، مشيراً إلى أن التراجعات التي شهدتها الأسعار في بداية العام ليست مؤشراً أو علامة على استمرار التراجع. وأوضح «المزروعي»، أن جميع المنتجين تضرروا كثيراً من تراجع الأسعار، وهناك علامات على انخفاض ملحوظ أيضاً في الاستثمارات. وقال «الوزير»، إن هناك زيادة كبيرة في المعروض ليست من جانب (أوبك)، ولابد من الجميع العمل معاً لحل هذه المشكلة وإلا ستأخذ وقتاً كبيراً».