هبطت العقود الآجلة لخام برنت (خام القياس بالنسبة للبترول الجزائري) إلى 30.43 دولارا للبرميل، وهو مستوى لم تبلغه منذ أفريل 2004، قبل أن تعود للارتفاع إلى 30.69 دولارا ومن ثم إلى 31.96 دولار في تداولات يوم امس الثلاثاء لتقترب الأسعار من تجاوز عتبة ال30 دولارا وهو مستوى لا يكفي حتى لتسديد تكاليف الإنتاج والتسويق اضافة إلى هوامش ربح الشركات الأجنبية الناشطة في منصات الإنتاج والإستخراج والاسترجاع بالحقول النفطية بالصحراء الجزائرية لترتفع بذلك مخاطر ورود تخفيضات غير متوقعة في كميات الإنتاج لا سيما أن الشركات الأجنبية باتت تخطط لمراجعة مخططاتها الاستثمارية في عدة دول من بينها الجزائر لأسباب تتعلق بمردودية الاستثمارات على خلفية توقعات استمرار سقوط الأسعار يوما بعد يوم. وكانت الجزائر قد توقعت سعر متوسط البرميل للتوازن عند 45 دولارا وسعر مرجعي عند 37 دولارا للبرميل في موازنتها للعام 2016 لكن رياح الاقتصاد الدولي الذي يأبى التعافي جرت بما لا تشتهيه مخابر وزارة المالية التي أعدت القانون، وهي مخاوف عبر عنها وزير التجارة بختي بلعايب قبل 3 أيام حينما اعترف بأن مستوى الأسعار الحالي جاء مفاجئا ومخالفا لتوقعات الحكومة. وما يزيد الطينة بلة هو توقعات هيئات استشرافية دولية مشهود لها بمصداقيتها على غرار مصرف "مورغان ستانلي" الذي أصدر تحذيرًا أول أمس من أن أسعار النفط قد تتجه صوب ال20 دولارا. وقال المصرف في مذكرة أمس "نظرًا لاستمرار تصاعد الدولار فإن سيناريو أسعار النفط عند 20 إلى 25 دولارا محتمل بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي". وأوضح المصرف الأمريكي أن تخمة المعروض عالميًا تسببت في خفض أسعار النفط تحت 60 دولارا، إلا أن الفرق بين سعر نفط عند 55 دولارا وسعر نفط عند 35 دولارا ليس تخمة المعروض بل قوة الدولار الأمريكي. وشرح المصرف في مذكرته أن زيادة قيمة الدولار بنحو 3.2 في المائة قد تؤدي إلى خفض قيمة اليوان الصيني بنحو 15 في المائة وذلك قد يضغط على أسعار النفط للأسفل بنسبة 6 إلى 15 في المائة وهو ما سيجعل أسعار النفط عند مستويات العشرين دولارًا. وتروج الجزائر لنفطها بالدولار الأمريكي لكن ازدياد سعر الدولار امام الدينار يقلص من القيمة السعرية لعائدات المحروقات مما دفع بنك الجزائر إلى تقييد الواردات والصادرات إلى الصين بعملة "اليوان"وفي ظل الأوضاع الحالية أعرب رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إيمانويل إيبي كاشيكو أمس، عن رغبته في عقد اجتماع طارئ للمنظمة مطلع مارس المقبل، للبحث في الإنخفاض الحاد المتواصل لأسعار النفط عالمياً. وقال كاشيكو، على هامش منتدى للطاقة في أبو ظبي: "إذا وصل سعر برميل النفط إلى 35 دولاراً للبرميل، نبدأ البحث في عقد اجتماع طارئ"، مؤكداً الحاجة إلى طرح هذا الموضوع على الدول الأعضاء في المنظمة، ومن أبرزها السعودية ودول خليجية أخرى، سبق لها أن رفضت خفض إنتاجها من النفط لرفع الأسعار.