يشارك فيلم ”آخر الكلام” للمخرج محمد زاوي في مهرجان الرباط الدولي ال21 لسينما المؤلف الذي سينعقد في الفترة ما بين 29 جانفي الجاري والخامس من فيفري القادم. وستعرض الدورة ال21، 18 فيلما التي اختيرت في ”نصف شهر المخرجين”، وهي تظاهرة فنية تعنى باختيار أفلام سينمائية من قبل جمعية مخرجين سينمائيين. مهرجان الرباط لسينما المؤلف تظاهرة متخصصة تأسست سنة 1994، بهدف الانفتاح على التجارب السينمائية العالمية المختلفة، التي تتماشى والخط العام للمهرجان الطامح لتكريس سينما المؤلف، وكانت الدورة الماضية احتفت بالسينما الإسبانية، ومنحت جائزتها الكبرى لفيلم ”اليوم” للمخرج الإيراني رضا ميركريمي. وتحتفل دورة هذه السنة بالسينما الإيطالية بعرض مجموعة من الأفلام الكلاسيكية في فقرة بانوراما، والاحتفاء بالمخرج الإيطالي الراحل بيير باولو بازوليني. يرصد فيلم ”آخر الكلام” للمخرج الجزائري محمد زاوي العديد من جوانب حياة الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار، هذا الأخير أقام أثناء فترة علاجه في باريس ببيت المخرج وهو ما جعله ينقل آخر لحظات ”عمي الطاهر” قبل وفاته وترجمتها إلى فيلم وثائقي عرض أول أمس بقاعة سينماتيك وهران في إطار المنافسة الرسمية لفئة الأفلام الوثائقية بمهرجان وهران للفيلم العربي. عاد المخرج محمد زاوي إلى فترة علاج الروائي الطاهر وطار ورصد آخر أيام حياته، عندما مكث ببيته أثناء تلقيه العلاج في العاصمة الفرنسية باريس، وأظهر زاوي شغف عمي الطاهر بالفنانة الجزائرية الراحلة بڤار حدة من خلال التركيز على مشاهد عمي الطاهر يغني لهذه الفنانة، بالإضافة إلى الفنان الكبير عيسى الجرموني، حيث كان المخرج يقطع في كل مرة شهادات من يعرفون عمي الطاهر بمقتطفات للروائي الطاهر وطار يغني لهذين الفنانين ويتحدث عن عظمتهما وما يمثلانه كقامتين فنيتين في التراث الموسيقي الجزائري، وكما قال الشاعر عامر مرياش في شهادته أن أغاني بڤار حدة وعيسى الجرموني اللذين عرفهما عمي الطاهر تعيده إلى جو الشباب، ويضيف أنه في مراحله الأخيرة عاد إلى حنين الماضي. نقل المخرج في فيلمه العديد منم الشهادات لروائيين وشعراء عرفوا عمي الطاهر، كما عاد إلى الجاحظية، الجمعية التي أسسها الطاهر وطار وجعلها منبرا للكتاب والأدباء، وعمل على تشجيع المبدعين الشباب، حيث كان بوابتهم واحتضن الكل بدون تفريق.