عاد المخزن مجددا إلى هوسه الخاص بسباق التسلح، مركزا على الجزائر التي هي أكبر قوة إقليمية في المنطقة، وراح يبني استراتيجيته الجديدة على تراجع أسعار النفط، وربطها بتراجع تسلح الجزائر، وهذا على الرغم من إبرام صفقة تزويدها ب20 طائرة قاذفة للقنابل متطورة جدا، بالإضافة إلى إعلان موسكو اقتراب موعد تزويد الجزائر، الهند، وماليزيا بأحدث طائرة في ترسانة القوات الجوية الروسية، ويتعلق الأمر بمقنبلات- مطاردات ”سوخوي 35”. وعلى الرغم من الجهود غير المبررة التي يقوم بها المغرب في سباقه للتسلح مع الجزائر، يبقى بعيدا جدا عن الترتيب العالمي، وذلك لعدة اعتبارات، أهمها أن عملية تسلح الجزائر التي تقوم بها مبنية على قاعدة مكافحة الخطر الذي تمثله الجماعات الإرهابية على أمنها الداخلي، خاصة على مستوى دول الجوار التي باتت مرتعا للجماعات الإرهابية مثل ليبيا ومالي. وبالإضافة إلى هذا، فإن الجزائر تعتبر قوة إقليمية مساعدة وموجهة للبلدان المجاورة في مكافحة الإرهاب، باعتراف الأممالمتحدة، والدليل برامج التعاون والتنسيق التي تقوم بها مع الحكومات التونسية والليبية والمالية وكذا الغربية، لمكافحة الجماعات الإرهابية المنتشرة بالحدود الشرقية والجنوبية. وتعد الجزائر مبررة في تسلحها لمواجهة الخطر الإرهابي، مقارنة بالمغرب الذي دخل في سباق تسلح مبني على قاعدة السباق فقط، على حساب اهتمامات وانشغالات المواطن المغربي.