حذر قائد عسكري أمريكي مسؤول عن شمال وغرب أفريقيا، من تحويل المنطقة إلى ساحة حرب، خاصة مع محاولة التنظيم الإرهابي ”المرابطون” الذي يقوده بلمختار، المنافسة مع تنظيم ”داعش”، بعد عودة التوتر الأمني إلى شمال مالي، عقب هجومين إرهابيين كبيرين نفذهما قبل فترة. قال الكولونيل بوب ويلسون، قائد مجموعة القوات الأمريكية الخاصة الثالثة، أمس، في دكار، أن ”الهجومان اللذان نفذهما بلمختار، على فندقين، زادا من شعبية التنظيم، وسيساعدانه على تنفيذ بعض الأشياء”، مضيفا خلال حضوره برنامج تدريب سنوي لمكافحة الإرهاب تحت اسم ”فلينتلوك”، تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، أنه ”يظهر أن التنظيم الإرهابي الذي يقوده بلمختار لا يزال يعمل، ما يساعده على تجنيد أفراد وتخصيص موارد، ويخلق قوة دفع لمزيد من الهجمات المماثلة. وتوقع ويلسون، تمدد داعش من ليبيا إلى دول إفريقية أخرى، خلال العام المقبل، وهي نفس المخاوف التي عبرت عنها دول إفريقية مجاورة، بينها النيجروتشاد، وقال إنه ”أعتقد أن داعش ستتمدد خارج ليبيا، حيث يمكنها العثور على أتباع للتعاون معهم، مبرزا أنه قلق من ”زيادة مستوى التنسيق بين الجماعات الإرهابية”، ورفض التعليق على خطط لتنفيذ عمليات خاصة في ليبيا، وسط تكهنات باحتمال قيام دول غربية بغارات جوية. ورحب المسؤول العسكري الأمريكي بإنشاء قوة مهام إقليمية عام 2015، لقتال جماعة ”بوكو حرام”، التي أعلنت ولاءها لداعش، وتعتبر مسؤولة عن مقتل 15 ألف شخص، لكنه قال إن الدول المشاركة في هذه القوة وهي نيجيريا، تشاد، النيجر، الكاميرون، وبنين، لم تثبت حتى الآن، قدرتها على التعاون بشكل كاف يمنحها القوة على العمل بشكل فعال في عمليات مشتركة، وتابع أن القيادة الإقليمية لا تزال ”حديثة التكوين”. وأعلن تنظيم المرابطون الذي يرتبط بالإرهابي مختار بلمختار، مسؤوليته عن عمليتين استهدفتا فندقين بعاصمتي مالي وبوركينا فاسو، في نوفمبر وجانفي، وأسفرتا عن مقتل العشرات بينهم أجانب، حيث أثبت قدرته على نقل هجماته إلى الجنوب بعيدا عن معاقله. ويقول بعض الخبراء إن التنظيم بهجماته داخل المدن والتحول المفاجئ في طريقة الدعاية في الفترة الأخيرة، يهدف لمنافسة تنظيم ”داعش” الذي يملك الآن قاعدة في ليبيا. ويبرز مسؤولون أميركيون أن برنامج هذا العام يهيمن عليه زيادة تهديد ”داعش” في ليبيا، وجماعة ”بوكو حرام” في حوض بحيرة تشاد، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بمنطقة الساحل.