بدأ حوالي 1700 جندي من القوات الخاصة من افريقيا وأمريكا الشمالية وأوروبا اليوم الثلاثاء مناورات "فلينتلوك" في السنيغال وموريتانيا بهدف تعزيز و ترقية التعاون المتعدد الاطراف ضد الجماعات الارهابية التي تنشط في غرب وشمال افريقيا. وأعلن قائد قيادة العمليات الخاصة الأمريكية بإفريقيا دونالد بولدوك في مؤتمر صحفي بداكار عن بدء التمرين العسكري لمدة ثلاثة اسابيع بقيادة الولاياتالمتحدة لتدريب القوات الأفريقية على مكافحة الإرهاب، والذي يجري في كل من السنيغال وموريتانيا بمشاركة أكثر من 19 بلدا في أوروبا وأمريكا الشمالية للتدريب المشترك مع جنود من 14 دولة افريقية. وتهدف هذه المناورات التي تستضيفها السنيغال للمرة الثالثة بعد مناورتي (2005 و 2011) الى تعزيز الامن والسلم في منطقة غرب افريقيا و ترقية التبادل المتعدد الاطراف للمعلومات وتطوير العمل المشترك بين الدول المشاركة. وقالت مصادر عسكرية ان التدريب الذي تشرف عليه القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا(افريكوم)، سيركز على زيادة التعاون العسكري في المنطقة، وتبادل المعلومات، والاتصالات، والإسعافات الأولية، والخدمات اللوجستية والشؤون المدنية، بالإضافة إلى دورات أخرى على البحر والنهر. وستجري المناورات التي تعد أكبر تمرين عسكرى في القارة السمراء في عدة أماكن في السنيغال بما في ذلك قاعدة التدريب في تييس ومدن بودور و باكل اضافة الى عدة مواقع للتدريب الموريتانية. وتأتى مناورات "فلينتلوك" هذه السنة حسب المسؤول العسكري الامريكي في وقت تزايد فيه التعاون بين الجماعات الإرهابية التي تنشط في شمال افريقيا ومنطقة الساحل الافريقي. وقال الجنرال الأمريكي بولدوك "إن التعاون المتزايد بين الجماعات الارهابية مكنها من تعزيز قوتها والضرب بشكل أقوى في المنطقة" مضيفا أن "التعاون يعرض نفسه جليا إذ أصبح تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية "داعش" أكثر فاعلية في شمال أفريقيا وأصبحت بوكو حرام أكثر فتكا في حوض بحيرة تشاد ويشن التنظيم المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" هجمات غير متماثلة، تستهدف البنية الأساسية في دول الساحل الافريقي". وقال إن الحاجة إلى التعاون زادت مع استغلال تنظيم الدولة الإسلامية فراغا في السلطة في ليبيا لتوسيع مناطق وجوده، مشيرا الى أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والدولة الإسلامية، "يعملان معا بشكل أوثق في ليبيا." وكان السفير الاميركي في داكار جيمس زوموالت قد اشار قبل ايام الى ان هذه التدريبات العسكرية المشتركة التي ستستمر ثلاثة اسابيع في السنغال وموريتانيا، تهدف الى مساعدة البلاد في الاستعداد لاي هجوم يشنه ارهابيون. وأكد السفير الاميركي "أن الوعي الان بخطورة التهديدات الإرهابية وهو ما جعل الولاياتالمتحدة ترغب في العمل بشكل وثيق مع السنيغال لمساعدتها في زيادة قدراتها على الاستجابة سواء قبل او بعد الهجمات". وقد زادت مخاوف دول المنطقة من توسع نفوذ الجماعات الارهابية وتقوية تحالفاتها بعد الهجوم الذي تعرض له فندق في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو منتصف يناير الماضي وخلف 30 قتيلا. وللاشارة فان مناورات "فلينتلوك" التي بدأتها الولاياتالمتحدة في سنة 2000 تعقد كل سنة كانت آخرها التي استضافتها دولة تشاد خلال الفترة من 16 فبراير وحتى 9 مارس 2015، وشارك فيها ما يقارب من 1300 فرد من الدول الأفريقية ودول حلف شمال الأطلسي والولاياتالمتحدةالأمريكية . وتشكل مشاركة الدول الافريقية في مثل هذه المناورات فرصة لجيوشها لاختبار قدراتها ومقارنتها بخبرات جيوش الدول الاخرى بالإضافة الى اكتساب الخبرات والتجارب خصوصا وان دول الساحل الافريقي باتت تواجه تحديات أمنية تقتضي تعاونا وتنسيقا مستمرين لمواجهة التهديدات الارهابية وتهريب السلاح والاتجار بالمخدرات.