بات المهرجان العربي للزجل في مدينة أزمور المغربية، من أنجح المهرجانات المتوجهة إلى العناية بالقصيدة المكتوبة باللهجة الشعبية في الوطن العربي، حيث يستقطب في كل دورة منه تجارب زجلية ونقدية منخرطة في مشروع تحديث الشعر المحكي، انطلاقًا من خلفيات معرفية عميقة. الطبعة السادسة للمهرجان، والتي ستعقد ما بين 26 و28 فيفري الجاري، في مدينة أزمور المطلة على المحيط الأطلسي، بتنظيم من المرصد الوطني للشباب والتنمية، وبشراكة مع الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية، خصصت محاور جلساتها النقدية للأصوات الشبابية الجديدة الطالعة من التراكم الصحي الذي عرفته المدونة الزجلية في المغرب والوطن العربي. في هذا الإطار، سيقارب النقاد محمد رمصيص من المغرب وصالح العلواني من تونس وعبد الإله الرابحي من المغرب وسعيدة الحمداوي من الجزائر، تجليات الحداثة في الخطاب الزجلي الشبابي أشكالًا ومضامين، فيما سيتم الاحتفاء بتجربة الزجال مراد القادري رئيس بيت الشعر في المغرب، بصفتها واحدة من الفتوحات الجمالية في القصيدة المحكية التي باتت تحقق حضورًا لافتًا، في المنابر المختلفة، بعيدًا عن النظرة الدونية التي طالتها في مراحلَ سابقة. هنا سيقدم كل من أحمد لمسيّح وبوعزة الصنعاوي وأمجد رشيد مجد ومحمد رمصيص مداخلات ترصد تجليات هذا الحضور. في مجال القراءات، سيستمع جمهور المهرجان بالاستماع أصوات عربية منها الجليدي العويني وأحمد العباسي من تونس وماجد المهالي من الإمارات وفائق خالد أبو شاويش من فلسطين وأحمد فلاحي من اليمن وأحمد قنديل من مصر، وتوفيق ومان وعبد الرزاق بوكبة وقادة دجو ومحمد قسط من الجزائر، إلى جانب نخبة من الأصوات المغربية منها عادل لطفي ودليلة فكري وميمون الغازي ويونس تاهوش وأحمد السبتي وخديجة العبيدي. يقول الناشط الثقافي عزيز كمال، رئيس المرصد المغربي للشباب والتنمية، الجهة المنظمة للمهرجان، إن الفتوحات العميقة التي حققتها القصيدة المكتوبة باللغة المحكية، باتت جديرة بالانتباه إليها والاحتفاء بها، بعيدا عن سؤال الشرعية بالمقارنة مع القصيدة المكتوبة باللغة الفصحى، لأنه سؤال بات متجاوزا، بفعل المكابدات والحفريات التي قام بها رواد هذا الفن في الوطن العربي، ذلك أن الزجل تجاوز سؤال الهوية إلى سؤال الحداثة.