أكد رئيس لجنة السلم والمصالحة في الاتحاد الإفريقي، أحمد ميزاب، في تصريح ل”الفجر”، أنه في احتمال وقوع ضربة عسكرية غربية على ليبيا من قبل الحلف الأطلسي، ستكون الجزائر في مواجهة عبء تداعيات الأمنية التي تتعرض لها دول الساحل وهي النيجر والمالي وتونس لوحدها، لأن هذه البلدان ضعيفة اقتصاديا ومؤهلة لتجنيد سكانها، موضحا أن انتقال مقاتلي تنظيم ”داعش” نحو الجزائر محتمل لكنه صعب بالنظر لليقظة التي يقوم بها الجيش على الحدود البرية مع ليبيا. وقال أحمد ميزاب إن المشهد الليبي الآن مفتوح على المجهول والسبب هو التأخر المسجل في تشكيل حكومة ليبية موحدة، رغم الجولات التي عقدت في عدة دول، وواصل بأن الضربة الأخيرة التي وجهت لمدينة مصراتة الليبية قد تؤخر مرة أخرى ميلاد الحكومة الليبية وتساهم في تعقد الوضع أكثر مما هو عليه. وعن احتمال وقوع ضربات غربية مشتركة على ليبيا، أشار إلى تنامي الجماعات الإرهابية قد يعزز فرضية الضربات التي سيقوم بها الغرب ويفتح المنطقة على احتمالات خطيرة وانتشار الفوضى بدول الجوار والساحل جميعها بدرجات مختلفة. وفي رده على سؤال حول عدد الإرهابيين المحتملين كشف أنه يوجد الآن 6900 مقاتل في تنظيمات الإرهابية بليبيا، كما أن داعش يسيطر على مفاصل الدولة الليبية بمعنى أنه يسيطر على مناطق استراتيجية وفي مقدمتها سرت التي هي منطقة جيوسترتيجية، بالإضافة إلى سيطرته على 10 من أهم الآبار البترولية في المنطقة. وحول الارتفاع المسجل في عدد المقاتلين في ليبيا مقارنة بالسنة الأخيرة التي كان فيها انخفاض نوعي، وهدوء نسبي رافق جولات المشاورات الخاصة بالأطراف الليبية لتشكيل حكومة التوافق الوطني، قال أحمد ميزاب إن ”العديد من المقاتلين الذين كانوا بسوريا رحلوا نحو ليبيا بعد التدخل الروسي هناك والضربات التي يقوم بها على مواقع الإرهابيين”. وقلل المتحدث من إمكانية تكرار السيناريو السوري للجزائر في حالة وقوع ضربة عسكرية غربية على ليبيا، قائلا إن ”الجزائر لديها خبرة في هذا المجال وسبق لها أن عالجت قضية الإرهاب وهي مستعدة لمثل هذه السيناريوهات وعلى دراية تامة بالأخطار التي تواجهها المنطقة برمتها، وعلى هذا الأساس هناك يقظة وتأهب متواصل وقوي على الحدود”. وأضاف أن ما ستواجهه الجزائر ليس انتقال الإرهابيين نحو ترابها فحسب، وإنما التداعيات التي ستتعرض لها دول الجوار من تلك الضربات، بمعنى تونسوالنيجر ومالي التي هي بلدان ضعيفة اقتصاديا وسهلة الاختراق، ومنه فإن الجزائر ستكون معرضة لتلك النتائج الوخيمة التي ستدفعها بسبب ضعف هذه الدول ”أما حدودها مع ليبيا فهي أولوية أمنية الآن بالنسبة لوزارة الدفاع الوطني ومراقبتها وتحصينها أمر أساسي”. كما ستطرح قضية اللاجئين على الجزائر بقوة في المستقبل من ليبيا وباقي الدول التي ستتضرر لتلك الضربات.