اعتداءات الجمعة الأسود أعادت تهديدات (داعش) لبلادنا إلى الواجهة * أعادت الهجومات الإرهابية التي شهدتها أوّل أمس كلّ من الكويت، تونسوفرنسا، المخاطر التي تتربّص بالجزائر من طرف تنظيم (داعش) إلى الواجهة، حيث تعدّ الجزائر من بين الدول التي وضعها التنظيم الإرهابي في قائمة أهدافه، غير أن الخطّة الأمنية المُحكمة التي تبنّتها الجزائر في مكافحة الإرهاب جعلتها إلى حدّ الساعة في مأمن، لكن هذا لا يمنع من أن تعيد حساباتها، خاصّة وأنها كانت بالمرصاد للدواعش ومنعتهم من التوغّل على ترابها من خلال توجيه ضربات قاضية لهم تمثّلت في القضاء على أمير (جند الخلافة) الموالي له وتوقيف عدد من الإرهابيين في غرب البلاد أعلنوا انتماءهم إليه. هجومات الجمعة الأسود التي تبنّاها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أخلطت حسابات العديد من دول العالم وليس الجزائر وحدها التي ما تزال في منأى عن هذا الخطر القادم من الشرق، والذي احتلّ مناطق هامّة في ليبيا بسبب استيراتيجيتها الأمنية التي تبنّتها لتأمين الحدود ورفع درجة التأهّب فيها، مع شنّ هجومات على فلول الجماعات الإرهابية المرابطة في بعض المناطق الجبلية، خاصّة شرق البلاد، إلى جانب رفع درجة اليقظة على مستوى الحدود مع دول الساحل، وبالتحديد مع ليبيا التي تعدّ أكبر تهديد لها من طرف (داعش). زاوي: (الجزائر مطالبة بإيجاد حلّ للنّزاع الليبي لتفادي سيناريو تونس) في هذا الصدد، أكّد الخبير الأمني المختصّ في قضايا الإرهاب علي الزاوي أن الهجوم الذي استهدف فندقين بمدينة سوسةبتونس كان مخطّطا له وسبق أن حذّرت الحكومة التونسية في الأيّام الماضية من خطر مثل هذا النّوع الهجومات واتّخذت جملة من التدابير والاحتياطات، خاصّة بعدما سيطر (داعش) على مناطق مهمّة في ليبيا، وهو ما يدفع إلى توسيع توغّله إلى دول الجوار، على غرار تونس، وبالتحديد الولايات الحدودية كجبل راس لانوف ورشفانة إلى جانب الجنوب الجزائري. وأوضح زاوي أن ما حدث في تونس كان متوقّعا، حيث كان ينتظر من التنظيم الإرهابي الردّ على مقتل قائده في المنطقة (لقمان أبو صخر)، داعيا حكومات الدول المجاورة في ليبيا على رأسها الجزائر إلى ضرورة إيجاد حلّ لمشكل للنّزاع الليبي من خلال خلق توافق بين القبائل والمليشيات الحاكمة في ظلّ احتمال فرضية تبنّي تحالف استراتيجي بين (فجر ليبيا) و(داعش). وفيما يخص ما حدث في الكويت بعد الهجوم على مسجد شيعي أكّد المتحدّث أنه يعتبر بداية لسيناريو إجرامي إرهابي يستهدف زعزعة استقرار الدولة من قِبل التنظيم الإرهابي الذي يتحيّن الفرص أينما يشاء، وهو ما يفتح المجال لتنظيم عمليات استعراضية خلال هذا الشهر الفضيل في جميع الدول العربية التي تضمّ طائفة كبيرة من الشيعة. ميزاب: (استيراتيجية الجزائر الأمنية جنّبتها هجومات داعش) أكّد المحلّل الجيواستيراتجي أحمد ميزاب أن الجزائر تجنّبت هجومات (داعش) الذي يتربّص بها بسبب حِنكة الأجهزة الأمنية والمخابرات الجزائرية ومواكبتها لجميع التطوّرات الحاصلة في دول العالم فيما يخص نشاط الجماعات الإرهابية، سواء كانت الموالية لتنظيم القاعدة أو لتنظيم (داعش)، مشيدا بجهود الجيش الشعبي الوطني في مكافحة خطر الإرهاب من خلال الهجمات الاستباقية ضد الجماعات المسلّحة وتحديد خارطة أمنية مُحكمة للسيطرة على الوضع وتفادي أيّ انزلاق قد يحدث. وكشف رئيس اللّجنة الإفريقية الجزائرية للسلم والمصالحة أن منطقة الشمال الإفريقي والساحل تشهد نشاطا إرهابيا غير مسبوق، ممّا دفع المؤسسات الأمنية إلى بذل جهد مضاعف للاضطلاع بدورها على أكمل وجه من خلال توفير كلّ الإمكانيات المعلوماتية والتقنية ورفع مستوى اليقظة داخليا وعلى الحدود، مع متابعة كلّ تطوّرات الأحداث، خاصّة في الشأن الليبي الذي يعدّ مصدر الخطر من أجل قطع الطريق أمام أيّ محاولات لاستغلال الثغرات وتنفيذ ضربات على مواقع هامّة بنيّة أخذ الصيت الإعلامي وإعادة الجزائر إلى العشرية السوداء. وأوضح ذات الخبير أن الجزائر تحاول تفادي ما وقع في تونسوالكويت وحتى في فرنسا بالتنسيق مع دول الجوار ومع كلّ الفاعلين والمعنيين بظاهرة الإرهاب من خلال تبادل معلومات وتقنيات وخبرات بغية القيام بدورها على أكمل وجه والقضاء على ذيول الإرهاب وتفادي أيّ هجومات محتملة من طرف تنظيم (داعش) الذي يستهدف أمن الجزائر، حيث يبحث عن أيّ فراغ أمني لتنفيذ مخطّطاته في التوسّع.