سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"داعش ليبيا" انتقل من مرحلة التكوين إلى التمكين ومنه إلى السيادة بعد السيطرة على 6 أقاليم أحمد ميزاب، رئيس لجنة السلم والمصالحة الإفريقية في حوار ل"الفجر":
أكد أحمد ميزاب رئيس لجنة السلم والمصالحة الافريقية، في حوار ل” الفجر”، أن تنظيم الدولة الإسلامية تقدم في سيطرته على الميدان، وهو يطمح لإقامة الإمارة الإفريقية للدولة الإسلامية بتونس، بعد أن يحقق سيطرته على 6 أقاليم، مشيرا إلى أن الجزائر باتت مهددة أكثر من السابق، وأن الوضع المضطرب يفرض حتمية المصالحة بين طرابلس وطبرق لمواجهة التنظيم. الفجر: في تقديرك ما تأثير الاعتداء الإرهابي الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية بسرت على الجزائر؟ أحمد ميزاب: الاعتداء الأخير يدل صراحة على أن تنظيم الدولة مرشح للارتفاع في المستقبل، وأنه أصبح يتقدم يوما بعد الآخر، وهو ما سيشكل تهديدا بالطبع للجزائر، وأتوقع أن يزيد عدد المقاتلين في التنظيم من 6500 مقاتل إلى ما أكثر، ونفس التطور سيمس القيادات التي تحصيها المصالح الأمنية والاستخبارتية الآن في حدود 810 قيادي، كما سيكون هناك سيطرة على القواعد العسكرية والأسلحة في المستقبل، وهو تهديد خطير للجزائر. فجر ليبيا كانت تسيطر على الميدان في ليبيا خاصة في المناطق الغربية، فهل العملية الأخيرة تعني أن تنظيم الدولة تقدم عليه في الميدان؟ الأمور تغيرت في الأشهر الأخيرة، لأن تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا هو الآن في المرحلة الثانية في سلم ترتيب الأنشطة الإرهابية، بمعنى أنه تجاوز مرحلة التكوين وهو في مرحلة التمكين، وهو يتجه للانتقال إلى مرحلة السيادة، والسبب في ذلك أن خريطة اللاعبين في ليبيا تغيرت في الفترة الأخيرة، ومن الممكن أن تصبح مستقبلا التنظيمات الإرهابية هي اللاعب الأول في ليبيا، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي يشكل خطرا لدول الجوار وليبيا. ما هو السر في استهداف وتكثيف تنظيم الدولة الإسلامية لهجماته باتجاه المناطق الغربية لليبيا التي تقع تحت سيطرة فجر ليبيا بالذات، عكس الجهة الشرقية التي تسيطر عليها جماعة حفتر وحكومة طبرق؟ حقيقة أن تنظيم الدولة يتجه غربا وليس شرقا، لأنه يطمح في إقامة مشروع الولاية الإفريقية لتنظيم الدولة بتونس، وعلى هذا الأساس يختار التوجه، كما أنه يركز على المناطق الاستراتيجية في توجهه، والتي توجد بها المطارات والمناطق البترولية القواعد العسكرية الحيوية على وجه التحديد، ومنه يحصل عليه السيطرة على مناطق ليبيا الأخرى شرقا واختراق دول الجوار. تنظيم الدولة سيتمكن من إقامة الولاية الإفريقية عندما يسيطر على 6 أقاليم بليبيا، وهو الآن يتقدم من هذا الهدف، وعملية التفجير التي قام بها تندرج في هذا الاتجاه وتعززه. وهل تعتقد أنه من الممكن أن تكون تونس إقامة لتنظيم الدولة بهذه السهولة بعد الاتفاق الذي عقدته مؤخرا مع واشنطن؟ نعم ممكن، لأن تونس هي الحلقة الضعيفة في دول الجوار، ويمكن استهدافها لقلة امكانياتها مقارنة بالجزائر، فضلا عن هذا، تونس حسب ما يؤكده الليبيون من الجهتين طبرق وطرابلس، هي التي تمد تنظيم الدولة بالمقاتلين، ويكفي أن منفذ التفجير، هو من جنسية تونسية. ماهي في إعتقادك حظوظ الفرقاء الليبيين في تحقيق المصالحة والسلم ولم الشمل في ظل هذا التصعيد الإرهابي الذي تشهده ليبيا اليوم؟ نعم التفجير الأخير أكد مرة أخرى، أنه لا حل أمام الفرقاء الليبيين سوى التصالح والتعاون من أجل مواجهة الإرهاب وتنظيم الدولة المتنامي، وإنهاء حالة الفوضى التي تميز البلد الذي تنشط به 1700 مليشة مسلحة، وأيضا صراع قبلي كبير، وعلى الفرقاء الليبين الآن من الجانبين التنازل عن أنانياتهم الشخصية، والحسابات الضيقة، وتسبيق المصلحة الوطنية على أي إعتبار، لأن الشعب الليبي يعاني كثيرا. يقول بعض المراقبون أن السيناريو العراقي مرشح للتكرار اليوم في ليبيا، هل ممكن حقا حدوث ذلك؟ لا أعتقد، لأن الدول الغربية ترفض أن تبعث بجنودها للميدان بعد الكوارث التي لحقت بهم في العراق، والرفض لهذا الأمر أيضا على مستوى الداخلي لهذه البلدان، الدول الغربية تبحث عن القيام بالحرب بالوكالة، وهذا أمر صعب تحقيقه أيضا، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن الحل بيد الليبيين وحدهم، عبر المصالحة والتعاون لمكافحة الإرهاب ومواجهته.