كشفت وزارة الثقافة في اليومين الماضيين عن إطلاق بوابة إلكترونية جديدة مخصصة للتراث الثقافي الجزائري، وهذا في خطوة أولى لتوثيق ورقمنة التراث الجزائري، بحيث ستحوي على وثائق رقمية ثرية ودعائم تعليمية حول طبع المالوف ومختلف أنواع الموسيقى الشعبية التقليدية والعصرية في الجزائر. وجاء إعلان وزارة الثقافة عن إطلاق البوابة الثقافية الجديدة عبر وكالة الأنباء الجزائرية، وأيضا العديد من الصحف التي تناولت الخبر على نطاق واسع، ولكن الغريب في الأمر هو الصدمة التي يتلقاها المتتبع للشأن الثقافي بالجزائر، بحيث عند الرغبة في الدخول إلى البوابة والتصفح لمختلف الوثائق الإلكترونية، لا يمكن العثور على العنوان، portailculturealgerien.com، ويظهر على الشاشة إعلان عن خطأ وعدم وجود اتصال وصفحة الويب غير قابلة للوصول. وينتاب المتصفح الجزائري خيبة أمل كبيرة في المسؤولين عن القطاع الثقافي بالجزائر، بحيث يشكل الموقع المطلق مؤخرا، موضوع سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف المنتديات المهتمة بالثقافة بالجزائر. وتهدف وزارة الثقافة من إطلاق البوابة الإلكترونية portailculturelalgerien.com التي صممها الباحث في الموسيقى، فيصل بن قلفات، إلى رقمنة وتوفير على الخط أكبر قدر ممكن من مكونات الثقافة الجزائرية، بغية إبراز ثرائها وتنوعها وجعلها في متناول أكبر عدد ممكن من مستعملي شبكة الأنترنت خصوصا فئة الشباب. وخصص هذا الجزء الأول من البوابة إلى التراث الموسيقي للمالوف، حيث يضم عدة تسجيلات سمعية بصرية لكبار فناني هذه المدرسة الموسيقية بالإضافة لبعض الحوارات التي أنجزها الفريق المشرف على البوابة، وكذا سير ذاتية للوجوه البارزة في هذا الطابع الأندلسي على غرار محمد الطاهر فرڤاني وقدور درسوني. ويقدم أيضا هذا الجزء من الموقع ولوج مجاني للنصوص وأشعار المالوف الجزائري مرقمنة وقابلة للتحميل في صيغة pdf بالإضافة لنصوص الكلمات والألحان تساعد على تلقين الموسيقي. وبالإضافة للمالوف توفر البوابة محتوى وثائقي ثري يتمثل في 450 قطعة مسجلة للفنان الراحل وأحد أعمدة الصنعة (الطبع الأندلسي العاصمي) سيد أحمد سري من بين إجمالي 1366 قطعة موسيقية معفاة من الحقوق تمثل المدارس الموسيقية الثلاث للموسيقى الأندلسية الجزائرية (الصنعة والمالوف والغرناطي التلمساني). ويعتبر هذا الموقع الذي أنجز بأموال مصمميه واقتنته وزارة الثقافة، أول دعامة على الأنترنت في العالم العربي ”توفر محتوى موسيقي تعليمي في لغة عالمية” حسب مصممه. وفي مجال التراث المادي سيحوي المشروع عناوين مخصصة للمتاحف والمواقع التاريخية والأثرية مرفقة ببطاقات تقنية حول هذه المواقع وزيارات افتراضية موجهة ”لاحقا” لمختلف متاحف الجزائر، حسب مسير الموقع. ومن بين العناوين التي هي في طور الإنجاز ”سينما ومسرح”، وهو مشروع كبير لرقمنة ووضع على الشبكة كل من أرشيف السينما والوثائقي الجزائري وتسجيلات العروض المسرحية، بالإضافة للسير الذاتية لوجوه السينما والمسرح، وهو ”أمر في متناول المبادرين”، يؤكد فيصل بن قلفات. وقالت وزارة الثقافة التي اقتنت البوابة، أنها تعد ثمرة عشر سنوات من العمل الذي جند حوالي الستين شخصا بين مترجمين وإنفوغرافيين ومطوري البرامج ومنجزي فيديو وتقنيي إعلام آلي. ويبقى الفريق الأصلي القائم على البوابة، هو المكلف بالتسيير والإثراء لهذا الأخير. والى جانب إبراز الثقافة الجزائرية ستعمل البوابة الجديدة على سد الفراغ في هذا المجال، من خلال توفير محتوى أكاديمي بإعادة نشر أنطولوجيا ثرية للموسيقى الأندلسية إضافة لأعمال أخرى في المجال الموسيقي. وللإشارة، كان قد أشرف وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، شخصيا، يوم الأحد الماضي، بالجزائر العاصمة، على التدشين الرسمي للبوابة الجديدة متعددة الوسائط، والمكرسة للتراث الثقافي الجزائري، نشير أيضا أنه خلال مراسم تدشين الموقع الإلكتروني، قرأ الوزير ميهوبي بالنيابة عن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، رسالة أعرب من خلالها عن ”ارتياحه العميق لتجسيد البوابة على أرض الواقع”.