76 طعنة بكامل أنحاء الجسم كانت كافية لإنهاء حياة موظفة بشركة ”أنابيب”، والفاعل لم يكن سوى ابن شقيقتها على إثر خلاف نشب بين الطرفين حول مسألة ميراث بعد زواج الضحية. وحاول المتهم لدى امتثاله أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة أول امس، اتهام الزوج بارتكابه الجريمة وطالبه بالتكتم عليه. كشفت جلسة المحاكمة أن سبب تخلص ”ج. لخضر” من خالته ”و.ليلى” هو طردها له مع عائلته من شقتها الخاصة، بعدما كانوا يعيشون معها قبل زواجها من شخص يصغرها ب 15 سنة أصبح معهم في خلاف، ما جعل المتهم يريد الانتقام. وأنكر ”ج. لخضر” تخلصه من خالته ”و. ليلى” في 26 جويلية 2014 التي عثرت عليها مصالح الأمن بعد النداء الذي تلقته الضبطية في السابع أوت 2014 من طرف ”ب. رشيد” حول انبعاث رائحة كريهة من أحد المنازل كائن بشارع سوداني عبد القادر بحي بلوزداد الشعبي بالجزائر العاصمة، أين تم العثور عليها في حالة متقدمة من التعفن بعد كسر باب الشقة ملقاة على ظهرها ومغطاة بلحاف مزركش داخل حقيبة سوداء اللون وسط بركة من الدماء ومصابة بعدة طعنات بأداة حادة بمختلف أنحاء جسدها على مستوى (الرقبة من الجهة الخلفية، والصدر، والبطن واليد والكفين). .. ويوجه أصابع الاتهام لزوج الضحية اتهم ”ج. لخضر” لدى امتثاله أمام جنايات قضاء العاصمة المدعو ”ف. منير” زوج الضحية، بالتخلص منها مؤكدا أنه يوم الواقعة قصد مسكن خالته وبدخوله الشقة وجدها جثة هامدة، بعدما قتلها زوجها الذي وجده بالمنزل وطالبه بعدم كشف أمره، متراجعا بذلك عن إفاداته التي أدلى بها اثناء كامل التحقيق معه، حيث اعترف من الوهلة الاولى بإزهاقه روح خالته، مؤكدا أنه لم يتعمد ارتكاب جريمة القتل، مشيرا أنه كان على علم بالنزاع العائلي الذي كان بين والدته والضحية. 76 طعنة بمختلف أنحاء جسم الضحية للقضاء عليها.. ذكر ”ج. لخضر” أنه يوم وقائع ارتكاب الجريمة توجه إلى الضحية بمنزلها، وهو بحوزته الوثائق التي طلبتها منه سابقا وبينما هو متواجد بشقتها اشتد النقاش بينهما، وبسبب تصريحات الخالة جلب سكينا من المطبخ وطعنها على مستوى الرقبة وفي أنحاء أخرى من جسدها بمجموع 76 طعنة، أثبت تقرير تشريح الجثة أن 39 طعنة منها على مستوى القفص الصدري و16 طعنة للرقبة، بالإضافة إلى طعنات في الوجه والبطن والأطراف العليا، ثم لف الجثة في لحاف مزركش ونقلها إلى غرفة نومها ووضعها داخل حقيبة سوداء اللون وأزال بقع الدم، بعد استيلائه على هاتف نقال الضحية، وغير ملابسه وأغلق الشقة وتخلص من أغراضه الشخصية الملطخة بالدماء بمنطقة ”رويسو”، وتخلص ”ج. لخضر” من هاتف خالته بعد كسره برميه مع المفاتيح بإحدى حاويات القمامة وعاد المتهم إلى مسكن العائلة ببئرتوتة. جدول المكالمات الهاتفية يكشف الفاعل توصلت مصالح الأمن باستغلال جدول المكالمات الهاتفية إلى هوية المشتبه فيه ”ج. لخضر”، وأفضت التحريات إلى انه قصد شقة خالته صبيحة 26 جويلية 2014، وأجرى اتصالين هاتفيين معها باستعمال الخط الهاتفي الخاص بوالدته ”و.فتيحة”، وهو ما أكده المتهم أثناء التحقيق. وأضاف أنه في المرة الأولى لم تكن متواجدة بشقتها، وفي الاتصال الثاني كان بمدخل العمارة التي تقع بها شقة الضحية وبقي في انتظارها لمدة زمنية معينة. الزوج ينكر ويتأسس طرفا مدنيا في الملف أفاد زوج الضحية ”ق. منير” الذي غاب عن جلسة المحاكمة، أنه غادر مسكن الزوجية قبل الواقعة وتوجه إلى باتنة لقضاء أيام من شهر رمضان وسط عائلته، وكان على اتصال دائم بزوجته، غير أنه انقطع بينهما يوم السبت 26 جويلية، وهو ما دفعه إلى الاتصال بعائلتها لمعرفة أخبارها وعلم يوم 30 جويلية أنه تم العثور على جثة زوجته مقتولة، وتمسك ”ق. منير” بالتأسس في قضية الحال كطرف مدني. دفاع الطرف المدني يؤكد أن المتهم خطط لارتكاب الجريمة تطرق دفاع الطرف المدني إلى الأسباب التي جعلت ”ج. لخضر” يتخلص من خالته ”و. ليلى”، وذكرت المحامية أنها انطلقت بعد زواج الضحية، مشددة على أن ”ج. لخضر” ارتكب جريمته وفق خطة محكمة، حيث ”بقيت كل أدوات الجريمة في مكانها”. وأضافت المحامية أن هناك إصرارا من المتهم على ارتكاب الجريمة، وكان على علم بغياب زوجها عن المنزل وتواجده بباتنة منذ أسبوع قبل الوقائع فارتكب الجريمة بترصد عودتها إلى المنزل، وأزهق روحها بعدة طعنات قاتلة، وقام بتقليبها من مكان إلى اخر. وأجرى المتهم- كما أوضح الطرف المدني - مخططا لتقع المسؤولية على عاتق زوج الضحية الغائب عن مسرح الجريمة، وأشارت المحامية إلى أن ”ق. منير” بعد مقتل زوجته أصبح كثير الغياب عن عمله كأستاذ ويتردد على طبيب الامراض العقلية، واستدلت المحامية بوثائق تثبت ذلك. النيابة العامة تعتبر تراجع المتهم تهربا وتلتمس الإعدام ركز النائب العام في مرافعته على أن المتهم اعترف أثناء التحقيق بتخلصه من خالته ”لكنه أراد اليوم في جلسة المحاكمة أن ينسج حكاية اخرى لإبعاد عن نفسه تهمة المتابع بها”، واستدل النائب العام بالأقوال التي أدلى بها ”ج. لخضر” اثناء التحقيق معه، والتي يعترف من خلالها بقتله خالته. واعتبر النائب العام تصريحات المتهم في الجلسة بمجرد التهرب. وهي الوقائع التي طالبت النيابة العامة إثرها بإدانة ”ج. لخضر” بعقوبة الاعدام.. لتخرج المحكمة بعد المداولات بالنطق بالإعدام.