* الأكراد يعلنون النظام الفدرالي شمال سوريا: دمشق تحذّر وواشنطن تعارض حذّرت الخارجية السورية من المساس بوحدة سوريا وشعبها تحت أي عنوان بمن في ذلك المجتمعون في ”الرميلان” بالحسكة. ونقلت ”سانا”، يوم الخميس، عن مصدر في الوزارة، إن أي إعلان عن اتحاد أو فيدرالية يتناقض مع الدستور والمفاهيم الوطنية والقرارات الدولية، وأنه لا قيمة قانونية له طالما أنه لا يعبر عن إرادة السوريين المتمسكين بوحدة بلادهم أرضا وشعبا، مؤكدا أن المهمة الآن هي مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع البلاد. وكان ”حزب الاتحاد الديمقراطي” (الذراع السوري لتنظيم ”بي كي كي” المصنف إرهابيًا في تركيا)، والمدعوم من واشنطن، قد أعلن النظام الفيدرالي في مناطق سيطرته في سوريا، خلال اجتماع في رميلان في محافظة الحسكة. قال إدريس نعسان المسؤول بإدارة الشؤون الخارجية في عين العرب (كوباني) إن هذا الإعلان يعني توسيع إطار الحكم الذاتي الذي شكله الأكراد وآخرون. يذكر أنّ نفوذ الأكراد تصاعد مع اتساع رقعة الحرب في سوريا، وأعلن هؤلاء عن إقامة إدارة ذاتية مؤقتة بثلاث مقاطعات أطلق عليها ”روج آفا” أي ”غرب كردستان”. وغداة الإعلان عن الفدرالية، صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، أن الولاياتالمتحدة لن تعترف بالأقاليم ومناطق الحكم الذاتي في سوريا. وأكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق، أن بلاده لن تسمح ”تحت أي ظرف” بدولة كردية على حدودها، قائلا: ”لن نسمح بأن يصبح شمال سوريا ضحية لمشروعهم تحت أي ظرف لأن هذا يمثل تهديدا لنا”. وفي السياق حاورت ”الفجر” الزعيم الكردي السوري صلاح بدر الدين للاطلاع عن كثب على مجرى الأحداث شمال سوريا وتداعيات إعلان الجانب الكردي النظام الفدرالي بها. ”الفجر”: أليس من شأن إعلان الجانب الكردي ”النظام الفدرالي” فتح جبهة للحرب مع تركيا؟ صلاح بدر الدين: أولا كرد سوريا لم يعلنوا مجتمعين وحتى بالغالبية النسبية وما قيل وأعلن في ”رميلان” كان من جانب حزب واحد وأفراد من غير الكرد، لا يمثلون المناطق ولم يتم انتخابهم أو تخويلهم. وما تم لا يعدو كونه بيانا سياسيا له علاقة بالصراعات الإقليمية ولا يعبر عن مصالح ومطامح الشعب الكردي السوري وإن عارضت تركيا أو لم تعارض، فإن ما أعلن لا قيمة له ثم أن تركيا لا يحق لها التدخل بالشأن الداخلي السوري ولم يطلب أحد رأيها إذا كنا نرى أن ما تم إعلانه لا يمثل الكرد السوريين بل يعني حزبا واحدا، فإن أية مواجهة مع أي طرف داخلي أو خارجي يتحمل مسؤوليتها الطرف المسؤول عن ذلك الإعلان وهو حزب ”ب ي د” ومن يقف وراءه. ”الفجر”: وماذا بشأن رفض واشنطن أكبر الداعمين ل”حزب الاتحاد الديمقراطي”؟ صلاح بدر الدين: واشنطن تتعامل مع ”ب ي د” لضرورات محاربة داعش وليس هناك أي أساس سياسي لتلك العلاقة، وعلى سبيل المثال أمريكا مازالت تعتبر ”ب ك ك” منظمة ارهابية وهو الحزب الأم ل”ب ي د” أي أن الأخير ابن الإرهاب. وهناك علاقات متشعّبة لواشنطن مع أطراف أخرى، غير صديقة لها بخصوص الحرب على الإرهاب. ورفض الإدارة الأمريكية لما تم إعلانه دليل على ما نقول، وفي كل الأحوال هذا لا يعني أن الادارة الأمريكية دائما على حق ولنا مآخذ كثيرة على سياستها الغريبة والمثيرة للتساؤلات بخصوص الملف السوري خصوصا، وقضايا المنطقة على وجه العموم. ”الفجر”: ماذا عن تحذيرات الخارجية السورية؟ صلاح بدر الدين: طبعا لا قيمة لها لأن النظام السوري فاقد الشرعية ولا يحكم إلا جزءا يسيرا من البلاد وقراره بأيدي الرّوس والإيرانيين. ثم إنه من الواضح أنّه لم يرفض ذلك الإعلان بشكل جدي ولو لم يكن متواطئا لرمى المجتمعين ببرميل متفجر مثلا، مع أن ذلك عمل إجرامي ولا نتمناه أبدا، كما يفعله تجاه المناطق المحررة التي يشرف عليها الجيش الحر أو تجاه مظاهرة سلمية في تلك المناطق. ”الفجر”: تقول أطراف أن الرئيس بوتين صنع دولة كردية في سوريا قبل سحب قواته، ستهدد باقي الدول من تركيا إلى العراق وإيران ما رأيكم؟ صلاح بدر الدين: أعتقد هناك مبالغة فالقضية الكردية في سوريا قائمة قبل أن يولد بوتين، ثم لم تنشأ دولة كردية ولم تسحب روسيا قواتها بعد فقط قسم منها واليوم صرح انه يمكن أن تعود الأسراب المنسحبة من الطائرات الحربية إلى قواعدها السورية خلال ساعات فقط. أوافقكم الرأي أن السياسة الروسية وبعد عدوانها على بلادنا واحتلالها لجزء من أراضينا تحاول استغلال ذلك واستثماره في خدمة سياستها الإقليمية وصراعاتها مع تركيا خصوصا والغرب عموما ومازالت روسيا حليفة لإيران وتتعاونان عسكريا وسياسيا، خاصة حول معاداة الثورة السورية وهناك خشية أن يمضي محور دمشق – موسكو – طهران باستغلال الورقة الكردية عبر جماعات ”ب ك ك” لضرب طموحات الكرد أنفسهم ومصالح الشعوب التي تتعايش مع الكرد. ”الفجر”: يقول متتبعو الشأن السوري أنّ الانسحاب الروسي سببه رفض دمشق الفيديرالية ما رأيكم؟ صلاح بدر الدين: الروس لم ينسحبوا بعد ومازالوا حلفاء لنظام الأسد وتم الانسحاب الجزئي بالتنسيق مع دمشق، واليوم صرح الرئيس الروسي أن التعاون العسكري والاستخباراتي مستمر مع النظام، كما أن روسيا ليست مع فدرالية أو دولة كردية، وهي مع مصالحها فقط. إذا كانت راعية لحقوق الشعوب لماذا لا تعترف بحقوق الشعوب المضطهدة في روسيا وبينها الكرد؟ فإبان النظام السوفييتي كان الكرد هناك يتمتعون ببعض الحقوق الثقافية وبعد مجيء نظام بوتين وطغمته صودرت تلك الحقوق. ”الفجر”: هل ستواجه سوريا تقسيمات أخرى وما هي الكيانات التي ستظهر مستقبلا؟ صلاح بدر الدين: في ظل الوضع الراهن يمكن حصول أي شيء، ولكن لن يكون إلا مؤقتا ولن يستمر والنظام يدفع الأمور بذلك الاتجاه حتى يغري الناس والمجتمع الدولي للترحم عليه والعودة إليه وطلب المساعدة منه، فهو المسؤول عن إغراق الساحة السورية بالمنظمات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي المتطرفة السنية منها والشيعية، وهو من جلب مسلحي ”ب ك ك” لمواجهة الثورة السورية وهم تحديدا وراء الخطوات المغامرة التي ترمي إلى مزيد من الفتنة والانقسام بالمجتمع السوري، لذلك الحل هو بانتصار الثورة وإسقاط النظام وتفكيك سلطته وإعادة بناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية الديمقراطية لكل مكوناتها.