أعلن أكراد سوريا الخميس قيام "نظام فدرالي" في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وفق ما قال مسؤولان كرديان لوكالة الأنباء الفرنسية. أكد سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا أنه "تم إقرار النظام الفدرالي في روج آفا – شمال سوريا"، مشيرا إلى أنه "تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك". من جهتها، حذرت دمشق من "النيل من وحدة سوريا "بعد وقت قصير على إعلان الأكراد نظاما فدراليا في شمال البلاد، وفق ما نقلت وكالة الإعلام الرسمية "سانا" عن مصدر في وزارة الخارجية. وقال المصدر إن الحكومة السورية "تحذر أي طرف تسوِّل له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت أي عنوان كان بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان" في محافظة الحسكة (شمال شرق) حيث تم إعلان النظام الفدرالي. وأكد أن "طرح موضوع الاتحاد أو الفدرالية سيشكل مساسا بوحدة الأراضي السورية ولا قيمة قانونية له". كما أعلن الائتلاف السوري المعارض رفضه للنظام الفدرالي الكردي، محذرا من تشكيل "كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري". وأكد الائتلاف في بيان "لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري". وشدد على أن "تحديد شكل الدولة السورية، سواء أكانت مركزية أم فدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده"، بل سيتم ذلك "بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد". والمناطق المعنية في النظام الفدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث، كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها "قوات سوريا الديمقراطية" مؤخرا، خصوصا في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال). تصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في عام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة "إدارة ذاتية مؤقتة" في المقاطعات الثلاث أطلق عليها "روج آفا" أي غرب كردستان. وشارك في اجتماع الرميلان أكثر من 150 ممثل عن شمال سوريا. فبالإضافة إلى الأحزاب الكردية الأساسية، هناك ممثلون عن عشائر عربية وسريان وآشوريين وتركمان وأرمن.