أعلن الأكراد في سوريا، الخميس، النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة (شمال شرق). وأكد سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الإتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا، لوكالة فرانس برس: "تم إقرار النظام الفيدرالي في روج آفا - شمال سوريا"، مشيراً إلى أنه "تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك". وقال إلدار خليل، عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي الكردية، لفرانس برس: "نبارك مشروع النظام الفيدرالي في روج آفا - شمال سوريا". والمناطق المعنية في النظام الفيدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث، كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية مؤخراً خصوصاً في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال). من جانبها، قالت الحكومة السورية، إن الإعلان ليس له أي "قيمة قانونية ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي". ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله: "أي إعلان في هذا الاتجاه لا قيمة قانونية له ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي طالما أنه لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري". وتابع المصدر: "حكومة الجمهورية العربية السورية تحذر أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية.. طرح موضوع الإتحاد أو الفيدرالية سيشكل مساساً بوحدة الأراضي السورية الأمر الذي يتناقض مع الدستور والمفاهيم الوطنية والقرارات الدولية". من جهته، رفض الائتلاف السوري المعارض النظام الفيدرالي الكردي، مؤكداً في بيان: "لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري"، وحذر "من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري". وشدد الائتلاف على أن "تحديد شكل الدولة السورية، سواءً أكانت مركزية أو فيدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده أو جزء من الشعب، أو حزب أو فئة أو تيار"، بل سيتم ذلك "بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد". وأكد الائتلاف، أنه "لن يقبل أي مشروع يقع خارج هذا السياق، ويصر على وحدة سوريا أرضاً وشعباً". وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في المقاطعات الثلاث أطلق عليها "روج آفا" أي غرب كردستان. ويشارك في اجتماع الرميلان أكثر من 150 ممثلاً عن شمال سوريا، فبالإضافة إلى الأحزاب الكردية الأساسية هناك ممثلون عن عشائر عربية وسريان وآشوريين وتركمان وأرمن. وبرغم دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية، التي أثبتت أنها الأكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أعلنت واشنطن، الأربعاء، "لن نعترف بمناطق ذات حكم ذاتي في سوريا". ولم يدع الأكراد إلى مفاوضات جنيف بجولتيها الأول والثانية برغم مطالبة روسيا بضرورة إشراك حزب الإتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأبرز في سوريا.