أمر حسين واضح، والي ولاية قسنطينة، بوقف استغلال مركز الدفن التقني للنفايات الذي يقع بمنطقة الدغرة ببلدية زيغود يوسف، في لقاء عقد مع المجتمع المدني بدار الثقافة مولود قاسم نايت بلقاسم ببلدية زيغود يوسف أول أمس، وبحضور الأمين العام للولاية ومسؤولي الأجهزة الأمنية لولاية قسنطينة والمنتخبين المحليين ونواب من المجلس الشعبي الوطني، لتهدئة الوضع على إثر الاحتجاجات والإخلال بالنظام العام الذي شهدته بلدية زيغود يوسف نهاية الأسبوع الماضي، ولتذكير ممثلي المجتمع المدني بحجم البرامج التنموية التي استفادت منها هذه البلدية ذات الطابع الفلاحي التي تقع في شمال الولاية. وقد أمر والي الولاية بتوقيف مركز الدفن التقني للنفايات، في انتظار ما تنهيه التقارير التقنية للخبرة التي تجري عن الآثار الناجمة والأضرار التي قد تسببها هذه المنشأة البيئية التي عارض تشغيلها المجتمع المدني بزيغود يوسف، مؤكدا على أن الدولة والسلطات العمومية لا يمكن أن تقدم على إنجاز مشروع يمس بالصحة العمومية، معربا عن استنكاره الشديد للأحداث والتجاوزات التي عرفتها هذه البلدية المجاهدة. وخلال الجلسة التي عرفت تدخلات ممثلي المجتمع المدني، تم التطرق إلى تفاصيل الانعكاسات السلبية التي قد يحدثها مركز الردم التقني للنفايات على المحيط الغابي والأراضي الفلاحية والمجاري المائية وحتى المياه الجوفية والهواء. وعاد الهدوء إلى الشوارع الرئيسية ببلدية زيغود يوسف شمال قسنطينة مساء أول أمس، فيما تواجدت قوات الشرطة بكثافة خاصة بالقرب من الإدارات العمومية، كمقر الدائرة والبريد. وكان لنزول والي قسنطينة حسين واضح دور في امتصاص غضب المحتجين، حيث ألح المتدخلون على ضرورة غلق المفرغة العمومية، غير أن الوالي أكد انه سيغلقها مؤقتا وسيشكل لجنة تحقيق حول مركز الردم والوقوف على مدى تأثيره على البيئة من عدمه واتخاذ الإجراءات التي تخدم المواطن بالدرجة الأولى، على حد تعبيره. كما قدم الوالي وعودا بتحسين أوضاع البلدية، خاصة بتقريب الإدارة من المواطن بعد أن طالب الحضور بضرورة وضع حد لتهميش البلدية وتحويل كل المقرات صوب بلدية ديدوش مراد المجاورة، على غرار مقر الضرائب وكناب، فيما تحدث المسؤول الأول عن الولاية عن منح 400 وحدة سكنية إضافية. وكان والي قسنطينة قد اتهم، أول أمس، أطرافا بمحاولة تجنيد الشبان ضد مشروع مركز الردم التقني بقرية الدغرة ببلدية زيغود يوسف، من أجل ”إثارة الفوضى وضرب الاستقرار”، رافضا فكرة التهميش التي يقول إن البعض يُسوق لها، حيث أكد أن البلدية استفادت من مشاريع معتبرة في ظرف قياسي كغيرها من البلديات. وذكر المسؤول الأول عن الولاية أن بلدية زيغود يوسف استفادت من مشاريع عديدة في ظرف قياسي، ورغم اعترافه بأن ذلك لا يعني إحداث تنمية بنسبة 100 بالمائة، حيث أكد تلبية كل الانشغالات الأساسية للمواطنين بهذه البلدية، خاصة في ما يتعلق بالسكن.