أعلن وزير حماية البيئة في حكومة الكيان الإسرائيلي، آفي غباي، المحسوب على حزب كولانو (جميعنا)، يوم أمس، عن استقالته من منصبه بعد نحو سنة من توليه المنصب. وأوعز إعلام الاحتلال أن قرار غباي بالاستقالة جاء احتجاجا على تعين رئيس حزب ”إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، وزيرا الدفاع في حكومة نتنياهو في منصب موشيه ياعلون. واعتبر غباي في بيان الأحداث السياسية الأخيرة أعمالا خطيرة تتجاهل ”أمن الكيان وتؤدي إلى توسيع التصدعات والانقسامات في المجتمع الإسرائيلي”. وأكد غباي أنه لا يستطيع أن يكون شريكا في هذه الاجراءات الأخيرة التي أقدم عليها نتنياهو. وقال غباي، خلال مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس، للإعلان رسميا عن استقالته: ”لم يكن هينا عليّ أن أكون جزءا من الحكومة، التي وترت العلاقات مع الدولة العظمى، كما أن خطة الغاز الحكومية شكلت تحديا، ورأيت عن قرب أنّ القرار الاقتصادي الذي اتخد في العشرية الأخيرة، استند إلى الجهل بالأمور والتضليل الناجم عن طغيان مصالح جهات أخرى”. وتابع غباي، الذي عارض خطة الغاز الحكومية التي منحت احتكارا لشركتين ”ديلك” و”نوبل إنرجي”، أنه ”يوجد علاقة واضحة بين خطة الغاز والهجوم على الجيش ورئيس الأركان” وأضاف القول: ”هذا الأسبوع، بعد عام من تعييني في المنصب، وصلت ضفدعة لم أتمكن من هضمها، وتعيين ليبرمان بدلا من يعالون وزيرا للأمن هو بنظري خطوة غير عادية”. وأضاف غباي أن تعيين ليبرمان من شأنه تصعيد التطرف ويوسع الشرخ داخل الكيان الصهيوني، ودعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى تدارك الوضع قائلا أن الأمن يستند إلى ”أفراد وليس إلى دبابات وطائرات فحسب”. وعقب يعالون على استقالة غباي قائلا ”في حراكنا السياسي، الإصرار على المبادئ تحول إلى مصطلح استهزاء بالآخر، فيحين يعتبر المكر والخداع ”ذكاء”. الفايننشال تايمز: تعيين ليبرمان سيصعد العلاقات مع واشنطن كما سيقضي على أية إمكانية للعودة إلى المفاوضات وفي السياق، أفادت صحيفة ”الفايننشال تايمز” البريطانية بأنّ تعيين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أفيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع من شأنه تصعيد العلاقات أكثر مما هي عليه بين تل أبيب ودول العالم الأخرى، ولاسيما الولاياتالمتحدة، كما سيقضي على أية إمكانية لعودة حكومته إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. وذكرت الصحيفة في عددها أمس أن المراقبين ”لم يتوقعوا لجوء نتنياهو إلى اليمين المتطرف، وتعيين أفيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع كما أنه لم يكن محل ترحيب من لدن أصدقاء الكيان في الخارج، وأنه أثار استياء ومعارضة الدوائر السياسية والعسكرية للكيان. واستعرضت الصحيفة مواقف ليبرمان شديدة التطرف، ومنها أنه أثنى على إقدام جندي إسرائيلي على إطلاق النار على جريح فلسطيني وقتله. يذكر أنّ استقالة موشيه يعالون من منصبه ومن الكنيست لم تكن الوحيدة، في السنوات الأخيرة، حيث سبق لخصوم نتنياهو الآخرين ومنافسين المحتملين على رئاسة الحكومة أن استقالوا بسبب هيمنة نتنياهو على السلطة وتحطيمه لمنافسيه. وكانت أولى الاستقالات عام 2012، عندما اضطر وزير المالية الحالي ومؤسس حزب ”كولانو”، موشيه كحلون، للاستقالة من الليكود ومن الحكومة، حينما كان وزيرا للاتصالات، وخلّفت استقالته صدمة كبيرة، بعدما تنبأت أطراف بأنه سيكون رئيس حزب الليكود القادم. وتبين لاحقا أن استقالته لها علاقة مباشرة بسياسة نتنياهو في الحزب والحكومة، والتي حاول خلالها تهميش كحلون وإضعافه. وفي العام 2013، قياديون في حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، وهم دان مريدور، ميكي إيتان وبيني بيغين، للاستقالة، تاركن المجال لتيار أكثر تطرفًا في الحزب ومنهم ياريف ليفين، داني دانون، زيئيف إيلكين وميري ريغيف، الذين حصنوا مواقعهم في الانتخابات الداخلية، ليبدأ عهد جديد في الليكود، أكثر عنصرية وتطرفًا من سابق عهده. وفي سبتمبر عام 2014، استقال وزير الداخلية، جدعون ساعر، الذي كان يعتبر المرشح الأقوى لخلافة نتنياهو على رأس الليكود، لكنه فضل كسابقيه الاستقالة واعتزال السياسية. وعقب عضو الكنيست نحمان شاي، من كتلة ‘المعسكر الصهيوني المعارضة، لاستقالة غباي قائلا إن ”حجرا آخر سقط من سور نتنياهو، وصوت عاقل آخر يغادر الائتلاف المتطرف والمهووس”، مضيفا بأنّه سيعمل على ”كبح هذه الحكومة السيئة”. وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك وجه انتقادات لاذعة للحكومة التي ينوي بنيامين نتنياهو تشكيلها والإعلان عنها، وقال باراك في سياق مقابلة مع القناة العاشرة لتلفزيون الاحتلال أن حكومة نتنياهو القادمة تعاني نزعات فاشية.