وجه رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك انتقادات لاذعة للحكومة التي ينوي بنيامين نتنياهو تشكيلها والإعلان عنها قريبا. وقال باراك في سياق مقابلة مع القناة العاشرة لتلفزيون الاحتلال، أن حكومة نتنياهو القادمة تعاني نزعات فاشية. وجاءت تصريحات باراك في أعقاب إعلان رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو نيته تعيين رئيس حزب ”إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرّف، أفيغدور ليبرمان وزيرًا للحرب. مؤكدا أنّ ليبرمان يفتقد للخبرة، ومعتبرا أنّ خطوة نتنياهو خاطئة وسافرة، تستند إلى اعتبارات خاطئة، وهي انعكاس لانعدام المسؤوليّة تجاه الجيش واليهود. ورأى باراك أن الأحداث الأخيرة التي بلغت ذروتها مع وزير الجيش موشي يعلون يجب أن تدق ناقوس الخطر للجميع. وأعرب باراك عن أمله الا يسفر إسناد حقيبة وزارة الجيش إلى ليبرمان عن جني ثمن باهظ جدا. وتابع رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق حملة انتقاداته، قائلا إنّ حكومة، نتنياهو، تضلّل اليهود والعالم بموهبة كبيرة، لكنّ هذا التّضليل في طريقه الزوال، إذ لا يوجد أيّ شخص يصدّق الحكومة الإسرائيلية”. وكان وزير الجيش موشي يعلون قد قدم أمس استقالته من الحكومة، قائلاً أن عناصر متطرفة وخطيرة أصبحت تهيمن على إسرائيل بعد قرار نتنياهو تعيين سياسي يميني متطرف بدله ضمن مساعي لتعزيز الائتلاف الحاكم. ونشر يعلون نبأ استقالته على حسابه الخاص ”تويتر”، وجاء فيها ”لقد أبلغت رئيس الوزراء بأنني أستقيل من الحكومة والكنيست بسبب طريقة تعامله خلال الأيام الماضية، ولعدم ثقتي به”. وفنّد باراك ادّعاءات نتنياهو القائلة بأنّ يعالون استقال فقط بسبب إبعاده عن منصب وزارة الأمن، وأشار إلى قضيّة الجنديّ القاتل، إليئور أزرياه قائلا: ”لا مكان لإفراغ ذخيرة بندقيّة كاملة على فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، كانت تحمل مقصًّا”. يذكر أنّ استقالة موشيه يعالون من منصبه ومن الكنيست لم تكن الوحيدة، في السنوات الأخيرة، حيث سبق لخصوم نتنياهو الآخرين ومنافسين المحتملين على رئاسة الحكومة مشابهة بسبب هيمنة نتنياهو على مقاليد السلطة وتحطيمهم لمنافسيه. وكانت أول الاستقالات عام 2012، عندما اضطر وزير المالية الحالي ومؤسس حزب ”كولانو”، موشيه كحلون، للاستقالة من الليكود ومن الحكومة، حينما كان وزيرا للاتصالات، وخلّفت استقالته صدمة كبيرة، بعدما تنبأت أطراف بأنه سيكون رئيس حزب الليكود القادم. وتبين لاحقا أن استقالته لها علاقة مباشرة بسياسة نتنياهو في الحزب والحكومة، والتي حاول خلالها تهميش كحلون وإضعافه. وفي العام 2013، قدم قياديون في حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، وهم دان مريدور، ميكي إيتان وبيني بيغين، استقالتهم، تاركين المجال لتيار أكثر تطرفًا في الحزب ومنهم ياريف ليفين، داني دانون، زيئيف إيلكين وميري ريغيف، الذين حصنوا مواقعهم في الانتخابات الداخلية، ليبدأ عهد جديد في الليكود، أكثر عنصرية وتطرفًا من سابق عهده. وفي سبتمبر عام 2014، استقال وزير الداخلية، جدعون ساعر، الذي كان يعتبر المرشح الأقوى لخلافة نتنياهو على رأس الليكود، لكنه فضل كسابقيه الاستقالة واعتزال السياسية.