عندما يقرأُ مواطنٌ عديمُ المقدرات الاستيعابية، في عدد الجمعة ليومية وطنية ناطقة باسم خصوم بن غبريط، يفهم أنَّ هذه الأخيرة تقوم بالضّغط على لجان إعداد الكتاب المدرسيّ، بهدف حذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، سينضمّ تلقائيا إلى صفوف مناوئيها، ويكسب الاستعداد الفطريّ لوضع حزام ناسف وتفجير نفسه عند باب وزارة التربية، لإنقاذ الإسلام من المؤامرة الخطيرة، التي تحيكها وزيرة التربية، بإيعاز من أعداء الله.. الكفار والنصارى واليهود. لكنَّ القارئَ الذكيَّ، وعلى قلّته، لن يكتفي بقراءة العنوان التضليليّ، وسوف يكتشف من خلال قراءة مضمون المقال، أنّ الآيات المراد سحبها، لم ترد في كتب التربية الإسلامية، أو كتب النصوص الأدبية، وإنّما هي آياتٌ، تمّ حشوها عن غير وجه حقّ، في بعض دروس الفيزياء والرياضيات وكتاب الفرنسية، وهي تسيء إلى القرآن الكريم أكثر ممّا كان يعتقد واضعوها بأنّها تخدمه. فلا يمكن تلقين علوم الفيزياء والرياضيات لبناتنا وأبنائنا، بتوهّم أنَّ بعض الآيات، ستساعدهم على استيعاب المادة العلمية، لأنّ ما يساعدهم في الحقيقة على ذلك، هي مخابر البحث، وكفاءات الأساتذة، ومراجع المعرفة العلمية. ولعلّ ما نعيشه اليوم من انحدار شامل في الشوفينية والظلام، وانتشار الدجل والشعوذة، باستخدام العقيدة، لاستدراج المزيد من ضحايا تجار الدين، هو ما تدفع الجزائر ثمنه الباهظ، وتعجز بسببه عن الانتقال إلى مصفّ البشرية والأمم المتحضّرة. وكانَ أحرى ببن غبريط، أن تلجأ إلى لجنة علمية محايدة، لكشف هراء المزايدين على العلم والمعرفة، بإقحام آيات في موضوعه، لا علاقة لها أصلا بالمضمون العلميّ؛ وطردهم نهائيا من المنظومة التربوية، لأنهم من زرعوا التطرّف والجهل في براءة بناتنا وأبنائنا، وصيّروهم ”مدعوشين”، خصوما للحياة والجمال.