ما تزال اللغة العربية قادرة على أن تكون وطنا لكل العلوم دون استثناء إذا ما وجدت من يحسن الأداء بها وتوظيف ثرائها الفني في العلوم الدقيقة والغوص في أعماقها من أجل خوض محيط الحداثة اللامتناهي، وليس هناك من شيء يثبت قدرة استيعاب اللغة العربية لهذا الفن العلمي الدقيق إلا الترجمة، وهذا ما تم تحقيقه من خلال الكتاب الذي صدر مؤخرا عن المجلس الأعلى للغة العربية ''اللانهاية في الرياضيات والفيزياء'' تأليف نخبة من الباحثين وأدى ترجمة هذا العمل العلمي الدكتور أبو بكر خالد سعد الله. إن ترجمة العلوم وتوطينها اللغة هو الذي يكسبها الفتوحات المعرفية ويعطيها جنسية اللسان الذي تعمل به دون خجل لأنها أصبحت منتجا للمعرفة وليست مجرد مستوردة لها. الكتاب الذي تمت ترجمته للغة العربية وسهر المجلس الأعلى على نشره لهذه السنة، يعدّ من الأعمال المتميزة، خصوصا أنه يتناول موضوعا دقيقا يتطلب مجهودا فكريا وفنيا من أجل تطويع المصطلح ''اللانهاية في الرياضيات والفيزياء'' هو من تأليف نخبة من الباحثين : نوربرت فيرديي وجون بيير لوميني ومارك لاشييرزي، وقد قام بترجمة هذا العمل العلمي وإلباسه برد العربية الدكتور أبو بكر خالد سعد الله. ينقسم الكتاب إلى قسمين رياضي وفيزيائي، يحتوي القسم الأول على تقديم لتعريف الرياضيات ''الرياضيات هي علم اللانهاية''، ومؤلف هذا القس هو: نوربرت فيرديي، ويتناول مفهوم اللانهاية عند الإغريق، نحو نظرية للامتناهي الصغر. ونظرية رياضاتية للانهاية، وتناول هذا القسم آراء العلماء والفلاسفة في اللانهاية في الرياضيات أمثال هنري بواكنري، جون واليس، تومس داكان، جوهانس كبلر، فرانشسكو بونافنتورا كفلييري، أرسطو، ثابت بن قرة، كارل فردريك غاوس، برنارد بولزانو، جورج كنتور، ليوبولد كرونكر وغيرهم من العلماء. أما القسم الثاني من الكتاب والذي يتعلق بالشق الفيزيائي ''الفيزياء واللانهاية'' وهو من تأليف: جون بيير لوميني ومارك لاشييزري، ويتناول تاريخ اللانهاية، لا نهاية السماء، لا نهاية المادة، لا نهاية الثقب. الكتاب من القطع العادي ويتوزع على 153 صفحة صدر عن المجلس الأعلى للغة العربية لسنة 2010 طبع بدار ''الخلدونية'' للطباعة والنشر والتوزيع، والكتاب كما جاء في ظهر غلافه له ''أهمية في إثراء اللغة العربية بمصطلحات ومدلولات تساعد القائمين على التربية والتعليم في الاستفادة من هذا العمل العلمي''.