دعا وزير الثقافة، عزالدين ميهوبي، أول أمس، بالقاهرة، إلى إعادة بناء علاقة المثقف مع الواقع والعالم وإلى تغيير أدوات الخطاب الثقافي، مقترحا منح الثقافة دورها الأساسي في صياغة أفق مختلف لحضور الإنسان العربي في العالم. وشدد ميهوبي خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة المصري، حول ”تجديد الخطاب الثقافي الوضع الثقافي في البلدان العربية والتحديات التي تواجهها في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة”، على ضرورة إحداث ثورة فيما يتعلق باللغة والاهتمام بقضايا التربية وتفكيك أسئلة نشأة العنف والإرهاب. وذكر ميهوبي في هذا الصدد بملامح السياسة الثقافية التي تعتمدها الجزائر والجهود التي تبذلها للقضاء على الإرهاب والتطرف. وأبرز المتحدث بالمناسبة حرص الدولة الجزائرية على تأكيد ”حق الفرد” في الفعل الثقافي حيث تدعم الدستور الجزائري في التعديل الأخير بمادة جديدة ”من شانها أن ترفع، كما قال، من سقف طموح النخب الجزائرية في دولة مدنية حقيقية”. وأكد الوزير، في هذا السياق، أن حق المواطن في الثقافة هو بالأساس ”واجب” يقع على كاهل الدولة الجزائرية. ويهدف هذا الملتقى الدولي، الذي تتواصل أشغاله على مدى ثلاثة أيام، حسب المنظمين، إلى ”تلبية الحاجة الملحة والضرورية لطرح خطاب ثقافي جديد يمكن من مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة العربية والتأكيد على اضطلاع الثقافة والمثقفين بدورهم في النهوض بالأوطان”. ويشارك في الملتقي 130 باحثا ومفكرا وإعلاميا من 17 دولة عربية وأجنبية سيعكفون، خلال أشغال الجلسات المبرمجة، على تحليل مختلف الإشكاليات المتعلقة بتجديد الخطاب الثقافي للخروج في البلدان العربية، كما سيناقش الخبراء والباحثين في مجال العمل الثقافي عدة مواضيع من بينها ”آليات تجديد الخطاب الثقافي” و”تسويق المنتج الثقافي” و”الشباب وتجديد الخطاب الثقافي”. ومن أبرز المشاركين العرب في هذا الملتقى، الروائي الجزائري واسيني العرج والروائي الفلسطيني ربعي المدهون والكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه.