”تتر” المسلسلات أو أغاني الشارة هو بحد ذاته عمل مدروس بدقة شديدة عند أهل الاختصاص في الأعمال التلفزيونية والسينمائية، فكم من مسلسل أو فيلم يصنع التميز بأغاني الشارة، فأغنية ”سكايفول” مثلا حققت نجاحا كبيرا لصاحبتها ”أديل” في فيلم ”سكايفول”، ونفس الأمر مع فيلم ”تيتانيك” الذي حققت أغنية ”قلبي سيذهب” نجاحا كبيرا بصوت سيلين ديون، وحتى المسلسلات العربية نجد فيها أغاني شارات ناجحة جدا ويغنيها كبار نجوم الغناء العربي، وبالعودة إلى الجزائر بمجرد سماعك لأغنية البداية والنهاية في عمل ”عايلة هايتاك” تنفر من مشاهدته. لا يكفي تدعيم البرنامج بوجوه شابة لبعث نفس جديد في البرنامج، مادام أن العمل نسخة طبق الأصل من أعماله السابقة مثل عمارة الحاج لخضر، وبهذا يظهر جليا أن لخضر بوخرص يسبح في دائرة مغلقة ربما خوفا من تقمص أدوار جديدة لا نقول تكشف عيوبه التمثيلية، ولكن احتمال اعتقاده بأن الناس قد ألفت تلك الأدوار التي أداها في عمارة الحاج لخضر وبقي يكرر نفسه مع غياب أي لمسة إبداع يوحي بمحدودية الإبداع عند صاحب ”الجلابة”. لم يخرج لخضر بوخرص من عباءة الواعظ الذي يعطي الحكم التي يحاول إضفاء لمسة السخرية عليها، ولكن هذا الدور لا يأكل دائما مع المشاهد الذي أصبح منفتحا ويتابع برامج مختلفة خصوصا مع زيادة التنافس بين القنوات الجزائرية وظهور موجة جديدة من الممثلين الشباب الذين يقدمون بعض الأعمال الجيدة مع طرح جديد يتماشى مع العصر. بقي صاحب العمامة في دوره المنغلق ولم يسع لتطوير نفسه، عكس الممثل صالح أوقروت، فبالعودة إلى الوراء وبالضبط إلى رائعة محمد أوقاسي ”كرنفال في دشرة” يظهر ”الحاج ابراهيم” في دور الإنسان الحكيم والذكي، واليوم نراه في أدوار مختلفة، حيث شكل إضافة كبيرة للمشهد التلفزيوني الجزائري وبرز من خلال كل الأعمال التي قدمها مؤخرا، خصوصا تعاونه الناجح مع المخرج جعفر قاسم الذي يحاول في كل مرة إخراج الطاقة الإبداعية عند صالح أوقروت الذي يبدع في عمله الأخير ”يوميات بوزيد” على قناة ”الجزائرية”، فيما بقي بوخرص رهين انزوائه في دور واحد فقط رغم انطلاقته الجيدة رفقة الكبير عثمان عريوات في ”كرنفال في دشرة”، وهذا راجع ربما لغياب توجيه من طرف مخرج جيد أو لغياب سيناريو يمكنه إخراج أشياء جديدة من لخضر بوخرص، الذي يغلب على أدائه التكلف في كل اعماله السابقة. كم عمرك؟ أنتم كبار، تمضون الوقت على حساب وقتي، تجري كالبقرة، البزق، الضرب، بيت المجانين وأشياء أخرى، كرام وتصرفات خارجة من ”الحاج لخضر” لا تراها إلا في ”عايلة هايتاك”، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه ابتذال وتكلف إضحاك المشاهد، ولكن هيهات لأن محاولة إمتاع المشاهد بهذه الطريقة لا معنى له، خصوصا وأن هذا القالب أصبح مستهلكا عند الجمهور الذي يريد الجديد وهو الشيء الذي لا يلتقي مع لخضر بوخرص. كلام آخر تسمعه في ”عايلة هايتاك” تسمعه على لسان الحاج لخضر، مثل أن يخاطب جارته ويقول لها اغسلي الملابس الداخلية لزوجك، وينادي زوجته بالشيطانة، كلام يدفعك لتغيير القناة التي تعرض هذا العمل، وتعطيك إشارة واضحة على غياب سيناريو في هذا العمل الذي يقتصر على الارتجال وحوار مبتذل. شيء ملاحظ وبقوة في ”عايلة هايتاك” وهو تركيز السيناريو على لخضر بوخرص مع تهميش الشخصيات الأخرى رغم جلب أسماء جديدة ووجوه شابة يمكنها أن تقدم الأحسن مثل نسيم حدوش، محمد خساني وغيرهم، ويبقى تواجد إبراهيم إربا لا معنى له في العمل والسؤال المطروح ما الذي جاء به إلى التمثيل؟.