أكد لخضر بوخرص، أن سلسلة “عمارة الحاج لخضر” لن تعود السنة القادمة. وبدا “الحاج لخضر” وأفراد عائلته الذين حلوا ضيوفا على “الخبر” للحديث عن عملهم، جد مقتنعين بضرورة غلق أبواب العمارة السنة القادمة والتوجه نحو مشاريع جديدة بعد أربعة مواسم من الكوميديا داخل “العمارة”. كما تحدّث ضيوف “الخبر” عن علاقتهم بالتلفزيون الجزائري. وذكر بوخرص: “يجب أن نخوض تجربة فتح السمعي البصري هذه سنوات ونحن نعمل مع التلفزيون” قبل أن يردف ”لن أعود إلى التلفزيون الجزائري”. شنّ الممثل لخضر بوخرص هجوما على التلفزيون الجزائري، محمّلا إياه مسؤولية الوضع المتأزم الذي تعيشه الساحة الفنية الجزائرية. وأكد أنه لن يعود للتعامل مع التلفزيون الجزائري أبدا مادامت إدارته تتعامل بثقافة “الشلة”، كما قال أنه وجد راحته مع القنوات الخاصة لما تقدّمه من مميزات. وقال: “القنوات الخاصة فرصة تتمتع بعدة ميزات، نعمل بحرية لا توجد رقابة ولا يوجد حدود”. العودة إلى التلفزيون الجزائري مستحيل واتهم لخضر، التلفزيون الجزائري بأنه لا يلتزم بدفع رواتب الفنانين في مواعيدها المحددة، إضافة إلى أنه لا يلتزم بدفع المبالغ التي يتم الاتفاق عليها في بداية العمل، ووصف لجنة القراءة في التلفزيون الجزائري ب”الرجعية” التي تتماطل كثيرا في قراءة الأعمال ولا تصرّح بها إلا قبل شهر أو أقل من شهر من موعد تسليمها، مما يخلق فوضى كبيرة تنتج عنها أعمال رديئة لا تعكس حجم الجزائر. وقال بوخرص: “التلفزيون الجزائري يتحمل مسؤولية تشويه الهوية الجزائرية”. وأكد قائلا: “فرضت علينا ثقافة الدول العربية ولم يقم بالتسويق للثقافة الجزائرية”. وعن أسباب قرار مقاطعته للتلفزيون الجزائري، أضاف: “لا يزال التلفزيون الجزائري يعتمد على معايير الراتب الذي يتقاضاه الممثل، والمعمول بها في قانون التلفزيون، وهي موجودة منذ سنوات الثمانينيات ولم يتم تطويرها إلى غاية الآن، رغم أن ميزانية الأعمال ارتفعت وحتى المستوى المعيشي”. واعتبر لخضر بوخرص، أن ممارسات التلفزيون الجزائري تجاه الفن الجزائري، أعطى الضوء الأخضر للمشارقة للتحجج بعدم شراء المنتجات الفنية الجزائرية بسبب اللغة. وأضاف: “لخضر حامينة حصل على جوائز عالمية، ثم إن الأفلام الهندية انتشرت رغم عائق اللغة”. الحاج لخضر يهجر “ العمارة” أكد لخضر بوخرص أنه قرر التوقف عن إنتاج سلسلة “الحاج لخضر” بعد أربعة مواسم، عرفت تباين في آراء المشاهدين. فبعد الرواج الذي سجلته “العمارة” في الموسم الأول والثاني، وتراجع شعبيتها في السنتين الأخيرتين، قرر الحاج لخضر التوقف عن إنتاج هذه السلسلة، وقال: “وجدت أن معظم الأعمال الكوميدية هذا العام قامت بتقليد فكرة العمارة”. وأضاف:”لقد حان الوقت للتفكير في الجديد”. مشيرا إلى أن تقليد الفنانين لفكرة “العمارة” شيء طبيعي ويؤكد نجاح السلسلة. مضيفا: “لكل مشروع أجل” وضرب المثل بتجربته الأولى في التمثيل، أين كان يقوم بأدوار ثنائية مع صالح أوڤورت وحميد عاشوري. وصرح متحسرا “أين هي السكاتشات الثنائية التي كنا نقوم بها سابقا؟”. رئيس الجمهورية والجيش من الثوابت الوطنية كشف الحاج لخضر أنه وضع لمسيرته الفنية العديد من الخطوط الحمراء التي يرفض القفز فوقها، كما أشار إلى أنه لا يقبل أبدا العمل مع أي قناة تمس بالثوابت الوطنية، وحصرها فيما يلي: “رئيس الجمهورية، المجاهدين، الشهداء، حتى أي شخص متوفي، الجيش، الثورة”. وكشف لخضر أنه يستعد للظهور خلال شهر رمضان القادم في سلسلة جديدة تحمل اسم “معالي الوزير”، وسيطلّ بها عبر قناة خاصة لم يكشف عنها. وقال: “سأتطرق إلى مواضيع سياسية كبيرة لم أتطرق إليها في “عمارة الحاج لخضر”، لأنني كنت في بداية الطريق، ولا يمكن التعمق في الأمور السياسية بطريقة غير مدروسة”. وأضاف: “سوف أتناول مواضيع كبيرة وأستنجد بالدولة، بحيث سيكون هناك تصوير في نادي الصنوبر وقصر الرئاسة وقصر الحكومة، إذ نتناول الجانب المهني لمعالي الوزير بعيدا عن الجانب الشخصي”. واعتبر بوخرص أن البرامج التي تقوم بانتقاد الحياة الخاصة للناس عبارة عن برامج سلبية. موضحا أن الجرأة السياسية في الإعلام لها حدود. وأضاف، “عليهم أن يدرسوا أعمال “بابور غرق”، “بوعلام زيد الڤدام”، مونولوج “قدور البلاندي”، و”الحافلة تسير” لعز الدين مجوبي” و”الشهداء يعودون هذا الأسبوع” حتى يدركوا مغزى النقد. وهي أعمال تناولت من وجهة نظر بوخرص العمق السياسي للجزائر في ظروف حرجة وبطريقة جد مهنية، وقال: “الحديث في السياسة ليس أن تتناول الثوابت الوطنية بالتهريج”، وأضاف: “من العيب أن نستهزئ بالشاب مامي وبطريقة لبسه”. نقاش حول واقع الفن في الجزائر ناقشت ندوة “الخبر” موضوع الدراما والكوميديا في الجزائر، كما تناولت واقع الفنان الجزائري. وضمن هذا السياق، دعا لخضر بوخرص المخرجين وكتّاب السيناريو في الجزائر، إلى ضرورة الاقتباس من أعمال المفتش الطاهر ورويشد لحل مشكلة الكوميديا في الجزائر، كما قال الممثل هشام مصباح أن الدراما في العالم العربي تغيّرت كثيرا في السنوات الأخيرة، بينما الدراما الجزائرية لا تزال تعالج مواضيع قديمة. وقال: “لا يوجد دراما حقيقية في الجزائر”. وأكد مراد شعبان أن أعمال المفتش الطاهر ورويشد تعتبر أعمالا مرجعية لكل فنان جزائري، ويمكن أن تعالج مشكلة تطور العمل الكوميدي، وأضاف: “الجمهور الجزائري ذكي جدا” وأضاف: “يجب أن تتوفر لدينا مؤسسة تكتب السيناريو في الجزائر”. وعن واقع الدارما في الجزائر قال مصباح: “من السهل أن تبكي الناس، ولكن من الصعب أن تضحك الناس، لا يوجد فنانين كاملين”. ومن جهته، اعتبر لخضر بوخرص أن حال الدراما في الجزائر كارثي جدا، وهو ما أكده هشام مصباح، الذي اعتبر أن سر المهنة يكمن في “الفعل وردّة الفعل”، وقال: “نظرتي وأنا أتابع المسلسل هي نظرة تقنية وأبحث عن الأخطاء، ولإبراز عنصر الكوميديا أقوم بالاستماع جيدا للشخصية التي تقف أمامي، الموقف الكوميدي يرتكز إلى الحركات أكثر من الكلمات”.
خمسون سنة و لا تجد نقابة فنانين ومنتجين تحدّث ضيوف “الخبر” عن ظروف العمل الفني في الجزائر، حيث قال هشام مصباح، أن ثقافة الإنتاج الخاص لا تزال تشهد فوضى كبيرة. ودعا المنتجين الخواص لتأسيس جمعية المنتجين الوطنيين. بينما اعتبر مراد شعبان أن الممثلين راحوا ضحية صراع البيروقراطية في الإنتاج. وبشأن نفس الموضوع، قال بوخرص: “الممثل في بداية مشواره يتم استغلاله وعندما ينال قسطا من الشهرة يتم تهميشه”. وفي نفس السياق، كشف مراد شعبان أنه ظلم من طرف التلفزيون الجزائري بسبب غياب قوانين تحمي حقوق الفنان. الدراما في العالم العربي تغيّرت كثيرا في السنوات الأخيرة، بينما الدراما الجزائرية لا تزال تعالج مواضيع قديمة.. إن أعمال المفتش الطاهر ورويشد تعتبر أعمالا مرجعية لكل فنان جزائري، ويمكن أن تعالج مشكلة تطور العمل الكوميدي عن أدوارهم في العمارة قالوا: الممثل مراد شعبان: لم أبتكر شيئا في دوري قال مراد عن دوره في سلسلة الحاج لخضر: “لم أقوم بابتكار أشياء كثيرة إلا مجال البحث الذي يرتكز من خلال الواقع، ولإبراز عنصر الكوميديا، فأنا ملزم بدراسة الموقف بعمق وعادة ما ألجأ إلى النكت الشائعة في المجتمع الجزائري”، وأضاف أن حبه للعمل في “عمارة الحاج لخضر” دفعه لرفض المشاركة في العديد من الأعمال، حيث لم يشارك هذا العام إلا في عملين فقط هما “عمارة الحاج لخضر” و«زيّن سعدك”. الممثل هشام مصباح: هناك ممثلون في الجزائر أنانيون أكد هشام أنه استفاد كثيرا من علاقته التي تجمعه بالحاج لخضر منذ عشرين عاما في تجديد دوره في العمارة، كما قال: “عندما عرض العمل عليّ كنت أعمل في تونس وطلب مني الحاج لخضر العودة إلى الجزائر “فورا” للمشاركة في مشروع جديد للتلفزيون الجزائري بعنوان “أجانس رمضان” سنة 2005، ومن هناك بدأت فكرة العمارة. وأضاف: “لم أكن أستطع رفض طلب لخضر”، وقال أنه يشارك في عملين فقط هذا العام هما “حكايتكم” و“عمارة الحاج لخضر” وأضاف عن دوره: “اختيار الأدوار المناسبة يعطيك آفاقا للمواصلة في حقل الإبداع”. وقال هشام إن أكثر ما يواجهه من مشاكل خلال التمثيل هو “أنانية” الفنانين، كما قال: “هناك ممثلون أنانيون ويتركون الفيلم والقصة من أجل أن يظهر في دور أكبر ويدافع عن دوره على حساب الممثل الذي يقف أمامه”. الممثل لخضر بوخرص: الحاج لخضر هو جدي قال لخضر إن شخصية “الحاج لخضر” هي شخصية محترمة ورثناها عن أجدادنا، أنا أمثّل دور جدي وهي تختلف تماما عن شخصية “العلوش” في “كرنفال في دشرة “. وقال: “من الصعب على أي فنان أن يقوم بأداء دور شخصية الحاج لخضر خارج العمارة”. وأضاف: “معظم “السيت كوم” والسلسلات حاولت تقليد عمارة الحاج لخضر وعالجت موضوعا واحدا، وقال الحاج إنه يسعى بشخصيته إلى مخاطبة الجمهور وليس المتخصصين: “أنا عندي جمهور وأخدم الجمهور وليس الناس المتخصصين”.