أدان مجلس الأمن الدولي، في ساعة متأخرة من ليل الأحد، المعارك الدائرة في دولة جنوب السودان بين قوات الرئيس سلفا كير وخصمه نائب الرئيس رياك مشار والتي أوقعت أكثر من 150 قتيلا، ودعا مجلس الأمن الأطراف في جنوب السودان إلى الالتزام بصدق بوقف إطلاق النار واحترام اتفاقية السلام الموقعة العام الماضي. وأصدر المجلس بيانا بإجماع أعضائه الخمسة عشر أكد فيه أنه "يدين بأشد العبارات" الاقتتال الدائر منذ يوم الخميس، مطالبا الرئيس سلفا كير وخصمه نائب الرئيس رياك مشار بالسعي للسيطرة على قواتهما وإنهاء المعارك بينهما بصورة عاجلة. وطالب البيان طرفي النزاع بأن "يلتزما بالتنفيذ الكامل والفوري لاتفاق السلام، بما في ذلك وقف إطلاق النار بشكل دائم وإعادة انتشار القوات العسكرية من جوبا". كما طلب المجلس دول المنطقة، من دون أن يسميها، ومن مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي، ومن الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) "التباحث بحزم مع قادة جنوب السودان لإطفاء فتيل الأزمة". وحذّر البيان من أن استهداف المدنيين وموظفي الأممالمتحدة ومنشآتها يمكن أن يشكل جرائم حرب، داعيا إلى محاسبة المرتكبين ومهددا بفرض عقوبات عليهم. وأكد المجلس أنه يعتزم تعزيز بعثة السلام الدولية في جنوب السودان لصد العنف وطلب من دول الجوار "المساهمة بجنود إضافيين في قوات الأممالمتحدة عند الحاجة. وكانت الاشتباكات بين الطرفين بدأت الخميس وتواصلت الجمعة حيث أوقعت نحو 150 قتيلا وسجلت الأحد اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في جوبا. تجددت الاشتباكات وإطلاق النار في جوبا عاصمة جنوب السودان، يوم أمس، بعد دعوة مجلس الأمن الدولي الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس ريك مشار، لكبح جماح قواتهما ووقف العنف. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي في بيان إن بلاده "تدين بشدة تجدد المعارك في جوبا يوم الأحد بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وقوات نائب الرئيس رياك مشار، بما في ذلك الهجمات المحتملة على مدنيين والتي تم الإبلاغ بوقوعها وطالب كير ومشار وحلفائهما السياسيين والعسكريين بسحب قواتهم وإعادتها إلى ثكناتها والحيلولة دون وقوع أعمال عنف جديدة وإراقة دماء"، مضيفا أن الوزارة أمرت بسحب الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأمريكية في جوبا. وطالب كيربي الرعايا الأمريكيين في جنوب السودان بالتحلي بالحيطة والحذر، مضيفا أن "قدرة السفارة الأمريكية في جوبا على توفير خدمات طارئة للمواطنين الأمريكيين محدودة للغاية".