تجدّدت الاشتباكات وإطلاق النار في جوبا عاصمة جنوب السودان، أمس، بعد يوم من دعوة مجلس الأمن الدولي الرئيس سلفاكير ونائب الرئيس ريك مشار، لكبح جماح قواتهما ووقف العنف المستمر منذ أيّام وأدّى إلى مقتل العشرات. وتحدث مراسلون لوكالات الأنباء عن سماع صوت الأسلحة الثقيلة، والدبابات والطائرات العمودية وقذائف الهاون بين طرفي النزاع، وقال مسؤول من الأممالمتحدة إن معارك عنيفة نشبت حول مقرات المنظمة مجدّدًا، وهو ما اعتبره مجلس الأمن أمرًا قد يشكّل جريمة حرب. وشرعت العديد من الدول كالولاياتالمتحدةالأمريكية في إجلاء دبلوماسييها بإجلاء عامليها غير الضروريين وكذا عمال الإغاثة من البلاد. وهناك مخاوف من أن تؤدّي هذه المعارك إلى عودة الحرب الأهلية المفتوحة إلى جنوب السودان، الذي تمزقه الخلافات السياسية والنعرات العرقية. كما تعدّ هذه التطورات خرقًا لاتفاق السلام الذي أبرم في ديسمبر2013، بهدف إنهاء الحرب الأهلية، بعدما اتهم سلفاكير نائبه رياك مشار بالتخطيط لانقلاب عسكري عليه. وحضّ مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، جيران جنوب السودان على المساعدة في إنهاء المعارك المتجددة، داعيًا إلى نشر المزيد من قوات حفظ السلام، كما طالب كلا من سلفاكير ورياك مشار بضبط قواتهما. كما دعت الولاياتالمتحدة طرفي النزاع إلى “منع قواتها من المزيد من القتال، وإعادتها إلى الثكنات وتجنّب المزيد من العنف وإراقة الدماء”. من جهته، طالب الرئيس السوداني عمر البشير، أول أمس، نظيره الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار، ب “ضبط النفس” وتغليب مصلحة شعبهما، داعيًا طرفي النّزاع في بيان صادر عن الرئاسة السودانية، إلى “ضرورة حقن الدماء وعدم جرّ المنطقة لصراعات قبلية وسياسية تسهم في تعطيل عجلة السلام والتنمية في دولة جنوب السودان”. تجدر الإشارة إلى أن العاصمة جوبا تشهد قتالاً بصورة يومية منذ اندلاع اشتباكات للمرة الأولى، يوم الخميس، بين الموالين لكير وأنصار مشار الذي قاد المتمردين خلال حرب أهلية استمرت عامين.. وأثار تفجّر القتال من جديد مخاوف من عودة الصراع الشامل.