أشعلت حملة عملية توزيع السكن الاجتماعي بعنابة، فتيل الاحتجاجات الصاخبة، بعد هدوء نسبي كانت قد شهدته الولاية غضون السنة الجارية، لتعود سيناريوهات التجمع أمام مقر هذه الأخيرة، ومختلف الدوائر والبلديات من جديد. عبر بلدية البوني، عين الباردة، برحال، وعنابة وسط يخرج يوميا السكان المقصيين من حملات توزيع السكن الاجتماعي للشارع من أجل إما لقطع الطريق أمام المركبات، أو الدخول في مناوشات متفرقة مع عناصر الأمن الذين يرافقون جرا فات البلدية لتهديم السكنات الفوضوية، في هذا السياق رابطت مصالح أمن عنابة أكثر من يومين بمنطقة بني محافر المتواجدة بأعالي الكورنيش العنابي، مباشرة عقب ترحيل سكان التجمعات الفوضوية بها، صوب حي الكاليتوسة ببرحال، لتأمين عمليات إزالة البيوت القصديرية، والتي أقصي عدد من قاطنيها نتيجة استفادتهم المسبقة من السكن الاجتماعي أو رفض آخرين الانتقال للسكن بعيدا عن وسط المدينة، الأمر الذي كان وراء اندلاع مواجهات عنيفة تسببت في وقوع عديد الجرحى من عناصر الأمن والمواطنين على السواء. من جانب آخر، عادت سيناريوهات الاعتصامات والإضرابات على الطعام إلى الواجهة حيث ينتقل يوميا المقصيون لمقرات الولاية، البلديات والدوائر من أجل التعبير على سخطهم برفع لافتات تندد بالحقرة والتعتيم في إعداد قوائم المستفيدين، واعلان الاعتصام ومباشرة عملية الاضراب عن الأكل والشرب، الأمر الذي أرغم مسؤولو بلدية عين الباردة على سبيل المثال، على مراجعة هذه الأخيرة فيما ينتظر سكان برحال قائمة بأكثر من 1000 سكن خميس هذا الأسبوع من شأنها تفجير الجبهة الاجتماعية التي تشهد غليانا كبيرا على حصص السكن الاجتماعي المتأخرة في التوزيع لأكثر من سنة كاملة.