اعترف علي شكيان، رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية، في تصريح خصه ل”الفجر”، أن نسبة النقل البحري في بلدنا متراجعة مقارنة بالطلب عليه، ناهيك عن غلاء الأسعار التي يتحمل بسببها أغلب المسافرين مشقة النقل البري. مشيرا أن السلطات لم تهيأ بعد موانئ تضمن خدمات متقدمة في النقل البحري. وقد أوضح رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية المحاسن الجمة التي يوفرها النقل البحري للمسافرين، على غرار الحد من زحمة المرور بالطرق السيارة، إلى جانب انخفاض حوادث المرور، فهو يشعر المواطن بالأمان والأريحية النفسية، فضلا عن كونه يمنح الركاب فرصة التمتع بالمناظر الطبيعية وواجهة المدن التي تربط بين المحطات، علما أن كثيرا من المرضى المصابين بأمراض تنفسية وعصبية يلجأون إلى وسائل النقل البحري، الذي يحسن حالتهم الصحية وكذا الخروج من الروتين. مؤكدا أن الاستثمار في النقل البحري له أبعاد اقتصادية، تجارية، سياحية، فهو يشكل بدوره تميزا للمدن الساحلية. ويستنكر ذات المتحدث في معرض حديثه واقع النقل البحري في الجزائر، من خلال غياب شبكة مهيأة بالخدمات الاجتماعية على مستوى مواقف البواخر الخاصة بالمسافرين، كما أنه لا يزال نوعا من ”البريستيج”، وهو الأمر الذي جعل المواطنين القاطنين بالمدن الساحلية محرومين منه لغلاء أسعار التذاكر، إلى جانب النسبة الضئيلة للخطوط البحرية الرابطة بين الولايات، فالجزائر تتوفر على خط رابط بين مدينة الجزائر وجيجل، الجزائر - بجاية، الجزائر - مستغانم، أما الخطوط الرابطة بين نقاط داخل الولاية نفسها، فنتوفر على محطة السماكة - ميناء الجميلة بولاية الجزائر العاصمة فقط. وهذا عدد محدود ولا يلبي خدمة النقل البحري للجزائريين مقارنة بطول الساحل الذي نتمتع به، إلى جانب الإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة. وشدد رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية على ضرورة ضمان بواخر ذات جودة عالية للمسافرين، حتى تكون هناك ثقة قائمة بين المواطن ووسائل النقل البحري، مشيرا إلى أن الجمعية لم تسجل أي حادث في هذا الشأن، عكس الخطوط البرية التي تحصد مئات الضحايا سنويا. ورغم ذلك فإن الجمعية تطالب بتعزيز وسائل النقل البحري ذات النوعية الجيدة، إلى جانب خفض تكلفة التذاكر، وهو الأمر الذي سيخلق منعرجا تلقائيا من قبل المواطنين أنفسهم لتفريغ الطرقات السيارة من الضغط الكبير الذي تعيشه. خطوط بحرية في خدمة المسافرين يبدو جليا التميز الذي يتمتع به النقل البحري عن سائر أنواع النقل الأخرى، فهو يحمل جانبا سياحيا وترفيهيا في جميع المواسم، وخاصة فصل الصيف. فبعد فتح خط بحري بين السماكة وميناء الجميلة بعين البنيان بولاية الجزائر، والخط البحري بين الجزائر وجيجل مرورا بأزفون وبجاية، استفاد الجزائريون مؤخرا من خط آخر يربط بين الجزائر العاصمة وشرشال. والوجهات سالفة الذكر كلها تعج بالمصطافين والسياح لفترة معتبرة من أشهر السنة، حيث أنهم يضطرون للتنقل برا أو جوا ببعض النقاط، الأمر الذي يجعل طريق السفر متعبا وشاقا في بعض الأحيان، خاصة إذا لم تتوفر المناطق البرية على فضاءات للاستراحة بخدمات راقية. وبحسب رابحي حاج عبد القادر، المدير التقني للشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، فإن المؤسسة تعمل منذ ثلاث سنوات لاستغلال الواجهة البحرية للجزائر العاصمة كمعبر للنقل الحضري من جهة، وكذا استغلال إمكاناتها السياحية لخلق فضاءات جديدة للترفيه للسكان والمتنقلين في العاصمة. وقد كانت أول الرحلات قد انطلقت ابتداء من المسمكة إلى غاية ميناء جميلة العام الماضي، وبعد نجاح العملية تم استقدام بواخر إيطالية لكي تفي بالغرض بشكل أفضل. إضافة إلى خطوط النقل البحري القصيرة، تم إضافة خط نقل بين العاصمة وبجاية شرقا، وقد تم العمل في هذا الخط منذ الموسم الماضي، كذلك تمت إضافة نقطتين هذا العام، وهما أزفون وجيجل، هذه الأخيرة يمكن أن تستغرق الرحلة إليها بحرا 5 ساعات، حيث توفر بواخر النقل خدمات عديدة كالأكل والربط بشبكة الأنترنت. هذا وقد دخل خط الجزائر شرشال حيز الخدمة، حيث يتم استغلاله مع نهاية كل أسبوع، وتستطيع البواخر المسخرة لهذا الخط أن تحمل 350 مسافرا في كل رحلة تدوم ساعتين.