أصبح اكتشاف المناظر الطبيعية من مهام الجزائريين فترة إجازاتهم، وذلك بعد أن بسط الأمن سيادته على الأراضي الوطنية. لتكون القرية السياحية "أفريكانا" نموذجا للاستثمار الناجح في مجال السياحة الداخلية، بعد أن اعتمد مستثمرها على إمكانيات مادية وبشرية محلية. تشهد القرية السياحية "أفريكانا" إقبالا واسعا من قبل السياح المحليين، رغم حداثتها ومراحل الإنجاز التي لم تكتمل بعد. فقد استحسن المواطنون الأمر، واعتبروه خطوة إيجابية للاستثمار السياحي، حيث وصفوا القرية السياحية لشاطئ البطاح بولاية الطارف وهم يحطون رحالهم لقضاء أيام للراحة والاصطياف ب"المفاجأة السارة"، والمشروع مثال نموذجي يجب الاقتداء به لإنعاش السياحة الداخلية من قبل المستثمرين الخواص والسلطات. كما أن مصطافين آخرين قدموا من ولاية إليزي بأقصى جنوبالجزائر، ويقيمون منذ أيام بهذه المحطة السياحية، التي يطلق عليها أيضا اسم "أفريكانا"، عبروا عن امتنانهم، نظرا لتوفر كل شروط الراحة والاستجمام، كما استحسنوا طريقة إنجاز القرية، التي جاءت في شكل شاليهات خشبية مجهزة، ومقامة بتصاميم متجانسة ومتناغمة ومنسجمة مع الفضاء الغابي الذي احتضنها. وفي رده على سؤال وكالة الأنباء الجزائرية حول ظروف الإقامة والاصطياف بالقرية السياحية "أفريكانا"، اعتبر رضوان، أحد السياح، هذا المركب السياحي العائلي خطوة ملموسة لربح رهان السياحة الداخلية، وتأكيد مقولة "عندما نريد نستطيع". وأضاف نفس المصطاف وهو متجه صحبة أطفاله الثلاثة إلى الشاطئ قائلا "يكفي أن القرية السياحية ثمار استثمار أحد أبناء المنطقة الذي صمم وأنجز الشاليهات بوحدته الخاصة لصناعة الأثاث الخشبي، ليوفر لمن يبحث عن وجهة للراحة في وسط عائلي وهادئ خدمات سياحية في محيط طبيعي خالص". وهو ما أكده صاحب هذا الاستثمار السياحي، رفيق رحال، الذي أعد المشروع وصمم الشاليهات لينتجها بأياد جزائرية، بوحدته لإنتاج الأثاث الخشبي المتواجدة ببحيرة الطيور بولاية الطارف. استحدثت القرية السياحية "أفريكانا" لتجمع 40 إقامة في شكل شاليهات خشبية من غرفتين وثلاث غرف، مجهزة بوسائل الإقامة العصرية المريحة، وذلك على مساحة 2.5 هكتارا تطل على شاطئ البطاح الممتد على طول كيلومترين. وعلى الرغم من أن المشروع لا يزال قيد الإنجاز، وتم الشروع في استغلاله بشكل جزئي خلال موسم الاصطياف الماضي، ليوفر اليوم ما مجموعه 18 إقامة من بينها 14 إقامة من ثلاث غرف، وأربع من غرفتين، فإن إنجاز المرافق الخدماتية المرافقة وطريقة تنظيم الورشات المتبقية بالموقع مكن من إضفاء أجواء الاصطياف والراحة للوافدين. وإلى جانب مطعم يقترح أطباقا محلية وأخرى بنكهات تونسية كطبق "العجة"، بالإضافة إلى وجبات خفيفة "سندويتشات وبيتزا" ووفرة المشروبات والمثلجات، فإن القرية السياحية أفريكانا"، أقامت خيمة صحراوية للمصطافين، ليتمتع زوار الموقع بالاسترخاء وتناول الشاي، وسط ديكور تصنعه الزرابي والأفرشة الصحراوية. ولكي لا يبتعد هذا الموقع عن إطاره الطبيعي الخالص، استحدثت بالقرية السياحية، حظيرة صغيرة للحيوانات، تمكن أطفال العائلات التي تزور القرية من اكتشاف أنواع من الطيور من بينها النعامة، بالإضافة إلى قردة وأحصنة صغيرة، وكذا الغزال، وذلك وسط فضاء طبيعي هيئ للراحة والاسترخاء العائلي. ويتواصل تركيب باقي إقامات هذه القرية وإنجاز المرافق المتبقية، والمتمثلة في مسبح، مسرح في الهواء، وأجنحة للعب خاصة للصغار، على أن تسلم القرية السياحية لشاطئ البطاح بشكل نهائي بحلول موسم الاصطياف المقبل 2017، حسبما ذكره المستثمر صاحب المشروع رفيق رحال. الطارف طبيعة أخرى سخية وشواطئ خلابة تتوفر الطارف التي تقع بأقصى شمال شرق البلاد، والمجاورة لعنابة، على قدرات طبيعية هائلة تمزج بين الطبيعة السخية والشواطئ الخلابة. فهي تتميز بمناظر متنوعة وبحيرات وغابات رائعة تطغى عليها أشجار بلوط الفلين والصنوبر البحري. وتضم هذه الولاية ساحلا بطول 90 كلم يحتضن 25 شاطئا من بينها 15 محروسة ومسموحة السباحة بها، وخلجان صغيرة رائعة. بدورها تتميز الحظيرة الوطنية للقالة بمناظر طبيعية خلابة تصنع ديكورها جبال ومناطق رطبة.