تنصل مكتب رئيس الحكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام سفير واشنطن في تل أبيب، دان شابيرو، من البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع الإسرائيلية، التي يتولاها أفيغدور ليبرمان، والذي شبه فيه الاتفاق بين طهران والقوى العظمى بشأن الملف النووي الإيراني باتفاق ميونخ مع هتلر. وذكرت "هآرتس " على موقعها الإلكتروني، أن مستشارًا رفيعًا في مكتب نتنياهو اتصل بالسفير الأمريكي وأبلغه أن البيان صدر دون علم رئيس الحكومة، وأن وزير الدفاع لم ينسق مع نتنياهو بشأن البيان. وبحسب الصحيفة، فقد فوجئ نتنياهو بالبيان وما جاء فيه، وأنه علم بمضمونه من الصحافة، وحاول المستشار تركيز انتباه السفير على التعقيب الذي أصدره مكتب نتنياهو بعد مدة قصيرة من إصدار البيان. وأصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية، يوم الجمعة، بيانًا شديد اللهجة، انتقدت فيه تصريحات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التي قال فيها إنّ "الجيش والاستخبارات الإسرائيليّة يعترفان بأنّ إيران ليست لديها إمكانات التسلح النووي"، في إشارة إلى نجاعة الاتّفاق الذي أبرمته طهران مع مجموعة القوى العظمى (5+1). وقال أوباما في مؤتمر صحفي عقده في البنتاغون، يوم الخميس: "إن الاتفاق مع طهران يسير بالضبط كما أريد له في السابق، وإنه لم يتحقق أي من قصص الرعب والترويع التي نسجت حوله". وأضاف: "هذا ليس فقط تقييم أجهزة الاستخبارات لدينا، لكنه أيضاً تقييم الجهات العسكرية والاستخبارية في إسرائيل، أكبر المعارضين لهذا الاتفاق، والذي يعترف بأن هذا قد غير المعطيات، وبأن إيران احترمت الاتفاق". ورفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية تصريحات أوباما، وقارنت الاتفاق مع طهران بالاتفاق الموقع مع النازيين في ميونيخ عام 1938، الذي شكل رمزاً لاستسلام القوى العظمى. وأضاف البيان أن "اتفاقات ميونخ لم تمنع الحرب العالمية الثانية ولا المحرقة، بالضبط كما آمنوا حينها، أن ألمانيا النازية بإمكانها أن تكون شريكة لاتفاقية معينة، وكانوا على خطأ، ولأن قادة العالم حينها تجاهلوا التصريحات المباشرة لهتلر وغيره من قادة ألمانيا النازية". وأردف بيان وزارة الأمن الإسرائيلية أنّ هذه الأمور تنطبق أيضا على إيران، التي أعلنت صراحة أن هدفها هو تدمير "إسرائيل"، بينما أقر تقرير نشرته وزارة الخارجية (الأمريكية) هذا العام، أنّها تتصدر لائحة، الممولين للإرهاب على الصعيد العالمي.