وقعت مجموعة كبيرة من المثقفين الجزائريين على بيان تضامن مع جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، إثر الدعوى القضائية التي رفعها ضدّها والي ولاية الجزائر، متّهما إياها بتوزيع كتاب للشاعر الجزائري عياش يحياوي وعنوانه " فيسبوكيات" بجزأيه الأول والثاني، وهو الكتاب الذي طبعه الشاعر على نفقته سنة 2013، واعتمد فيه على نقاشات فيسبوكية جمعت عددا من المثقفين والإعلاميين حول مختلف الشؤون الثقافية والاجتماعية والسياسية للبلاد، ولم يكن إطلاقا محرّضا على النظام، كما أشارت إليه الدعوى المرفوعة ضد الجمعية على مستوى المحكمة الإدارية. واعتبر الموقعون إدانة الكتاب بتهمة التحريض على النظام إدانة للكاتب نفسه ولعدد كبير من المثقفين تضمنت صفحات الكتاب بجزأيه آراءهم وأفكارهم، وهو ما يرفضونه جملة وتفصيلا، لما فيه من حجر على الفكر وتضييق على الرأي، بينما تهمة "التحريض" مبالغ فيها بشكل يوحي برغبة جهة خفيّة في إدانة جمعية ثقافية وإعلامية تعدّ من أنشط الجمعيات في الساحة الثقافية في السنوات الأخيرة، وهي الجمعية التي لم تتحصل على أي دعم مادي من طرف السلطات العمومية رغم أنها تستحق ذلك، ما جعلها تلجأ إلى تنظيم دورات تدريبية غير ربحية تهدف إلى اكتشاف المواهب الشابّة في مختلف مجالات الثقافة والإعلام كدورات العروض والشعر، الموسيقى، المسابقات الأدبية، الكتابة الصحفية، التنشيط السمعي البصري، والسياحة الثقافية...الخ، وهي دورات تتمّ بمساهمة أعضاء الجمعية وتطوّع عدد من المثقفين والإعلاميين للإشراف عليها، وهو ما يسمح للجمعية من توفير نفقات زهيدة تساعدها على تقديم أنشطة ثقافية في المستوى. وأضاف الموقعون على البيان أن اتهام جمعية الكلمة للثقافة والإعلام والمطالبة بحلّها وتوقيف جميع أنشطتها، فيه نكران للجميل الذي قدّمته لصالح الثقافة الوطنية، وغلق لواحدة من النوافذ الثقافية القليلة في بلادنا. وتوجه الموقعون بهذا البيان إلى السلطات المخوّلة لإعلان التضامن المطلق مع هذه الجمعية الثقافية، مؤكدين على حقّها في البقاء والاستمرار، خدمة للمشهد الثقافي الجزائري، الذي هو في أمس الحاجة لتأسيس جمعيات تعنى بالفكر والإبداع وليس لغلقها وتعطيلها. ودعا البيان الجهات الرسمية المخوّلة بالنظر في قضيّة جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، خصوصا والي ولاية الجزائر السيد عبدالقادر زوخ إلى التدخّل لسحب الدعوى القضائية المودعة باسمه ضد الجمعية، كما دعوا وزير الثقافة الكاتب عزالدين ميهوبي إلى التدخل لفائدة الجمعية حتى لا يقال "إن جمعية ثقافية نشيطة تمّ توقيفها خلال عهدته الوزارية". ومن بين الأسماء التي وقعت على البيان: الشاعر محمد الصالح حرز الله، المجاهد محمد الصالح صدّيق، الناقد والروائي السعيد بوطاجين، الكاتب مرزاق بقطاش والعديد من الأسماء الأخرى.