دعا مثقفون وإعلاميون وفنانون وأساتذة وطلبة جامعيون وممثلو المجتمع المدني، والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، التدخل لسحب الدعوى القضائية المودعة باسمه، ضد جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، و"إنصافها بما يليق ومكانتها في الساحة الثقافية الوطنية"، كما ناشدوا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي التدخل لتمكين الجمعية من العودة إلى النشاط. وعبّر الموقعون على بيان المساندة للجمعية، تلقت "الشروق " نسخة منه، عن "تضامنهم المطلق مع جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، إثر الدعوى القضائية التي رفعها ضدها والي العاصمة، متهما إياها بتوزيع كتاب للشاعر الجزائري عياش يحياوي وعنوانه "فيسبوكيات" بجزأيه الأول والثاني، وهو الكتاب الذي طبعه الشاعر على نفقته سنة 2013، واعتمد فيه على نقاشات جرت على مواقع التواصل الاجتماعي، جمعت عددا من المثقفين والإعلاميين حول مختلف الشؤون الثقافية والاجتماعية والسياسية للبلاد، ولم يكن إطلاقا محرضا على النظام، كما أشارت إليه الدعوى المرفوعة ضد الجمعية على مستوى المحكمة الإدارية"، يضيف البيان. واعتبر الموقعون على البيان، والذين تجاوز عددهم ال 200، "إدانة الكتاب بتهمة التحريض على النظام، إدانة للكاتب نفسه ولعدد كبير من المثقفين تضمنت صفحات الكتاب بجزأيه آراءهم وأفكارهم"، وهو ما رفضوه جملة وتفصيلا، لما فيه من حجر على الفكر وتضييق على الرأي، على حد قولهم، مؤكدين أن "تهمة التحريض مبالغ فيها بشكل يوحي برغبة جهة خفية في إدانة جمعية ثقافية وإعلامية تعتبر من أنشط الجمعيات على الساحة الثقافية الوطنية في السنوات الأخيرة". وفي هذا الإطار، يقول رئيس الجمعية الإعلامي والشاعر عبد العالي مزغيش، إن الجمعية لم تتحصل على أي دعم مادي من طرف السلطات العمومية رغم أنها تستحق ذلك، مما جعلها تلجأ إلى تنظيم دورات تدريبية غير ربحية هدفها اكتشاف المواهب الشابة في مختلف مجالات الثقافة والإعلام كدورات العروض والشعر والموسيقى والمسابقات الأدبية والكتابة الصحفية والتنشيط السمعي البصري وغيرها، وهي دورات - حسب مزغيش- تتم بمساهمة أعضاء الجمعية وتطوع عدد من المثقفين والإعلاميين للإشراف عليها، وهو ما يسمح للجمعية بتوفير نفقات زهيدة تساعدها على تقديم أنشطة ثقافية في المستوى. ووصف أصحاب البيان، المطالبة بحل الجمعية وتوقيف جميع أنشطتها، "نكران للجميل الذي قدمته لصالح الثقافة، وغلق لواحدة من النوافذ الثقافية القليلة في البلاد"، مضيفين "يكفيها فخرا أنها ظلت على مدار سنوات طويلة تنشط بأبسط الوسائل لتقديم نشاطات راقية ساهمت في تعريف شباب الجزائر برموز بلده الفكرية والأدبية والإعلامية، كما كانت نموذجا للجمعية المتفتحة بتأكيدها على التنوع والاختلاف وفتح الباب أمام الجميع، غير آبهة بالانتماءات الإيديولوجية لضيوفها من الكتاب، إضافة إلى تكريمها لعدد من الوجوه الثقافية والإبداعية في بلادنا، وهو ما يجعل منها جمعية رائدة تستحق الدعم والتشجيع لا الغلق والمنع.