استأنف طاقم فيلم "ابن باديس" عملية التصوير بالجزائر العاصمة وبالضبط بمنطقة الأبيار، بعد توقف دام أكثر من شهر ونصف بسبب بعض المشاكل التقنية والمالية، مثلما كشفته مصادر لجريدة "الفجر". وكشفت نفس المصادر أن فيلم "ابن باديس" استنفد الميزانية التي كانت مخصصة له في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، ما جعل القائمين على العمل يبحثون عن مصادر أخرى لتمويل الفيلم الذي يخرجه السوري باسل الخطيب وكتبه السيناريست الجزائري رابح ظريف، ويؤدي فيه دور البطولة الممثل الشاب يوسف سحايري. وتضيف المصادر أن وزارة الثقافة وجدت طرقا أخرى لتمويل الفيلم وتصوير باقي المشاهد في كل من تلمسانوقسنطينة بعد توقف عملية التصوير لمدة فاقت الشهر ونصف لأسباب تقنية ومالية، مع العلم أن معدات التصوير كلها من خارج الوطن، حيث قام المخرج السوري باسل الخطيب بجلب كل العتاد التقني من بلده سوريا رغم أن كل هذه المتطلبات موجودة في الجزائر وبأسعار أقل، أضف إلى ذلك أن المناصب التقنية الأساسية في الفيلم يشغلها سوريون. وعبر مخرج "ابن باديس" في لقاء صحفي، أمس، بمقر المركز الدولي للصحافة عن استعداده لخوض التجربة التي تعد تحديا حقيقيا بالنظر إلى نقص أماكن التصوير التي من شأنها تقديم صورة بصرية قريبة من الحقبة التاريخية التي عاش فيها العلامة. إضافة إلى تشعب حياة بن باديس وكثرة المحطات التي يجب التوقف عندها. ويشارك في العمل السينمائي عدد كبير من الممثلين الجزائريين، على رأسهم الممثل يوسف سحايري، حسان كشاش والممثل عبد الحق بن معروف ونصر الدين جودي، وغيرها من الأسماء الجزائرية التي ستشارك في هذا العمل الهام الذي يحاول أن يفكك حياة العلامة عبد الحميد بن باديس في مشاهد سينمائية، تعتمد على الدقة في التعامل مع التاريخ. ويتناول الفيلم السينمائي الذي يتم إخراجه تلفزيونيا أيضا إلى جوانب من حياة العلامة ابن باديس، ويبدأ مشهد الفيلم السينمائي بوفاة جد ابن باديس عام 1899 ويسير العمل في مسارات متعددة، لكن الرواق الرئيسي سيركز على نضال ابن باديس ضد المستعمر الفرنسي والمؤامرات التي تعرض لها من طرف البوليس السري ومحطات سفره إلى تونس واكتشافه عوالم الفكر الجديدة. وأكد كاتب السيناريو رابح ظريف في حديث سابق مع الصحافة أن ابن باديس تمكن من التحايل على الاستعمار لأكثر من 25 سنة، فكان مهادنا في العلن ومناضلا في الخفاء ببناء جيل يواجه فرنسا، مشيرا إلى أنه تطرق إلى جميع ظروف الحياة المحيطة بالعلامة ابن باديس لحوالي 40 سنة منذ أن كان عمره ثماني سنوات. ويعتبر ظريف أن "الفيلم السينمائي يوثق حياة حقيقية لا يعرفها الجميع عن العلامة ابن باديس، ابن العائلة الأرستقراطية الذي تبرأ منه أبوه بطلب من المستعمر الفرنسي ورسالة والده لا تزال شاهدة على ذلك". واعتمد كاتب النص على أزيد من 250 مرجعا تاريخيا حول العلامة ابن باديس مع تحصل الجهة المنتجة على أرشيف البوليس الفرنسي الخاص بتقارير التحركات اليومية لبطل الفيلم، بينما لم يتم العثور على أي وثيقة فرنسية عن قضية محاولة اغتيال ابن باديس التي اتهمت فيها الزاوية العلوية بالحادثة. وقال ظريف أن العمل سيسير في سياق محطات درامية من حياة العلامة يعتمد فيها الطاقم على "الحذر التاريخي" الذي لا يتلخص في نضال جمعية العلماء المسلمين التي أخذت 9 سنوات من عمره، بينما يؤكد ظريف أن "ابن باديس كان أكبر من جمعية العلماء المسلمين". وتواصل فريق العمل مع عبد الحفيظ ابن باديس الذي منح معلومات خاصة جدا عن ابن باديس، منها أن العلامة كان يداوم على حضور عروض المسرح والحفلات الموسيقية، ويكفي أنه أسس فريق مولودية قسنطينة لكرة القدم، ولم يكن متطرفا في حياته. تقول وثيقة عن البوليس الفرنسي موثقة في 26 يناير 1958 وهي تقرير تلخيصي عن ابن باديس أنه "لا يمكن الفصل بين الحركة التي قادها ابن باديس وأول نوفمبر". ويضم العمل بعض المواقف الدرامية القوية منها وفاة ابن باديس في سن 15 سنة وطلاقه من زوجته سنة 1932 وفاجعة اليهودي. ويتخوف الكثير من الجزائريين من تكرار فشل مسلسل "عذراء الجبل" الذي تناول قصة لالة فاطمة نسومر، مع تزايد حدة التساؤلات هل سيكون فيلم "ابن باديس" في مستوى مكانة رائد الحركة الإصلاحية في الجزائر ومؤسّس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.