تدعو المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وإرشاده، كافة المواطنين، إلى مقاطعة جميع أنواع القهوة بعد أن كشفت التحقيقات الأخيرة التي أجرتها وزارة التجارة أن أكثر من 20 بالمائة من القهوة الجزائرية مغشوشة، باحتوائها على سكر محروق كفيل بتعريض المستهلك لخطر الإصابة بالسرطان، خاصة أن الوزارة المعنية رفضت طلبات المنظمة بالكشف عن هذه الماركات المغشوشة، لتلبية حق المستهلك في الحصول على المعلومة. دعت المتحدثة باسم الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده، نجاة عاشور، المستهلك الجزائري إلى مقاطعة كافة أنواع القهوة في السوق الجزائرية، واستبدالها بالقهوة التقليدية التي ترحى وتحمص بطريقة طبيعية في المنزل، بعد الرفض الذي تلقته المنظمة من طرف مديرية التجارة بخصوص الكشف عن أسماء العلامات التجارية التي تقوم بإنتاج القهوة في الجزائر. جاءت هذه المطالب بعد أن كانت نتائج التحقيقات التي باشرتها الوزارة صادمة، حيث أثبتت أن أكثر من 20 بالمائة من القهوة المسوقة في الجزائر مغشوشة، باحتوائها على نسبة كبيرة من السكر المحمص باعتباره مادة مسرطنة، معبرة في ذات الوقت عن قلق المنظمة من هذا التصرف الذي تنتهجه وزارة التجارة، حيث تحرم المستهلك من أحد حقوقه الأساسية المتمثل في حق الحصول على المعلومات المتعلقة بالمنتج الذي يستهلكه. ويعود بالضرر عليه بشكل مباشر. مقاهي جزائرية بؤر لإنتاج السموم.. هناك تلاعب الكثير من المقاهي بالمكونات التي يتم استعمالها في تحضير كوب من القهوة للزبون، انطلاقا من استعمال الحليب المغشوش، إلى إهمال غليانه بدرجة حرارة مرتفعة، إلى نوعية البن المستخدم في تحضير القهوة. كما تعاني أغلب المقاهي الجزائرية من غياب الصيانة وإهمال شروط النظافة الأمن، وهو ما يترجمه واقع مر لآلات أكلها الصدأ لا يولي لها أصحاب المقاهي أي أهمية، ويتواصل العمل بها لفترات طويلة كفيلة يتسمم المئات بل الآلاف من الزبائن، وهو الأمر الذي أرجعته المتحدثة باسم جمعية حماية المستهلك نجاة عاشور، إلى الأسلوب الاستهلاكي للمواطن الجزائري الذي يجعله يستهلك دون وعي بطبيعة المواد المستعملة ولا طريقة التحضير ونظافة المكان. كما أشارت إلى مراقبة مصالح مديرية التجارة في هذا المجال غير كافية، ما جعل أغلب الآلات التي يستخدمها أصحاب المقاهي يأكلها الصدأ، ولا تحترم شروط النظافة ولا السلامة في تحضير القهوة، ما يجعلها تصدر سموما حقيقية يتناولها المستهلك. من يحاسب القائمين على الإشهار..؟ لا تختلف المضامين الإشهارية في الجزائر.. حيث من خلال متابعة ومضة إعلانية واحدة تمر على المشاهد ما يتجاوز 5 أنواع قهوة، يدعي مروجوها أنها الرقم ”واحد” في الجزائر، نظرا لطعمها ورائحتها، وتوفرها، وثمنها الاقتصادي.. حتى يحتار المستهلك في نوع القهوة التي يختارها، وهو ما اعتبرته الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك نصبا وكذبا وتلاعبا بالحقائق. في هذا الشأن، قالت نجاة عاشور المتحدثة باسم الجمعية إن ”الرقم 2” في أحسن علامة قهوة مجهول إلى حد الآن، تعبيرا منها عن الفوضى الذي يعرفها مجال الإعلانات في الجزائر، مشيرة إلى أنه من المرفوض تغليط المستهلك والاستهزاء به بإعلانات كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة.