هذه حيلة الأمريكان لعدم تكبد خسارة عند انخفاض أسعار النفط أكد وزير الطاقة نور الدين بوطرفة أن الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، الذي سيعقد الأربعاء القادم بالجزائر، مطالب بالتوصل حتما إلى حل إيجابي لاستقرار السوق مبرزا الدور التوافقي للجزائر داخل المنظمة. منذ الإعلان عن الاجتماع الوزاري الغير رسمي لمنظمة أوبيك والذي احتضنته الجزائر على مدار يومين ثم انضمام روسيا له، بدأت كل الرهانات على نتائجه تعرف مسارات كثيرة ذهبت البعض منها إلى حد القول بالجزم أن مجرد الإعلان عن الاجتماع هو من ساهم في رفع سعر البترول الفترة الماضية، فيما أكد أحد الخبراء في بنك ”إي أن جي” البلجيكي بأن الارتفاع ”عادي”، كونه سجل ارتفاعا في نفس الفترة من السنة الماضية، وبالتالي وجب البحث عن أسباب أخرى غير الإعلان عن الاجتماع والذي هو في الحقيقة ”غير رسمي” بمعنى أن الاجتماع لا تتخذ فيه قرارات ولا يتوج ببيان ختامي أو ندوة صحفية ختامية موحدة بل له طابع استشاري شأن كل الاجتماعات والقمم الغير رسمية التي تعقد هنا وهناك عبر العالم. منظمة الأوبيك وحسب الكثير من المتابعين لشؤون النفط، لم تعد قادرة على التأثير كما كانت في السابق على السوق، وهذا لكونها فقدت قسطا كبيرا منه وأصبح مجموع ما تنتجه كل دول أعضاء المنظمة في حدود 36 بالمائة من مجموع الإنتاج العالمي، بعد دخول الولاياتالمتحدة على الخط، ليصبح عبر إنتاج البترول الصخري، من أهم المنتجين في العالم، إنتاجها يضاهي إنتاج روسيا التي وصل إنتاجها هذا الأسبوع إلى 11 مليون برميل يوميا بعد زيادات معتبرة اقترحت فيما بعد إمكانيات تخفيضه بنسبة 5 بالمائة ضمن المجهود العام مع دول منظمة أوبيك التي تنتج مجموعة 5.33 مليون برميل يوميا، مجموع ما تنتجه روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية يضاهي 20 مليون برميل يوميا أو يزيد ومقارنة بمجموع ما تنتجه دول أوبك فإننا نرى قيمة كل منتج في السوق. الدول المنتجة للنفط تراهن على معركة الأسعار لإسقاط المنافسين وإخراجهم من السوق وهذا ما تفعله المملكة العربية السعودية والتي تعد تكاليف استخراج النفط فيها الأرخص في العالم يمكنها من بيع البرميل الواحد ب20 دولار دون أن تفلس شركاتها أو تغلق آبارها وراهنت على ذلك من أجل الإبقاء على سيطرتها في السوق، وكذا الحفاظ على زبائنها، ولكن الحسابات بدأت تظهر محدوديتها للضرر الذي أصبحت تعاني منه الدول المنتجة وخطورة الأوضاع الاجتماعية فيها. الشركات الأمريكية توقف الإنتاج عندما تنخفض أسعار النفط وتعيد تشغيلها عند الارتفاع إلى جانب أن إنتاج الولاياتالمتحدة دخلت في حلقة أخرى تتوقف منصات الإنتاج عندما يتدنى السعر ثم تعود إلى الإنتاج من جديد مباشرة بعد الارتفاع كما حدث مؤخرا عندما وصل النفط إلى سعر 50 دولار للبرميل لتكسب ما فقدته في السابق، وتغرق الأسواق، فترتفع التخمة وينخفض السعر من جديد، فالدراسات الأخيرة أثبتت أن النفط الأمريكي يتحمل الإنتاج عند سعر الزيادة في الإنتاج الذي يلجأ إليه المنتجون هي في الحقيقة لتعويض الخسائر الناتجة عن ضعف السعر كما أن هنالك دولا أخرى بدأت أيضا في الإنتاج مثل العراق وليبيا مما سيزيد من تخمة المعروض في الأسواق ويصعب عملية العودة إلى سعر مقبول لبعض الدول التي يهددها السعر الحالي بالإفلاس الجزئي أو الكلي. فدولة الكويت أصبحت تعاني ولا يفيدها إلا سعر مرجعي يعادل 110 دولار للبرميل من أجل المحافظة على توازنها المالي والجزائر ودول أخرى ضمن منظمة أوبيك، روسيا لا تريد أن تفقد زبائنها في العالم وخاصة أوروبا وآسيا وكذلك المملكة العربية السعودية كما تريد إيران استرجاع حصتها السابقة والعراق وليبيا فالمنافسة بين دول المنظمة كبيرة جدا ومع روسيا أكبر والمعادلة يصعب حلها في الوقت الراهن بعدما تأخرت عودة النمو الاقتصادي للصين وتدهور الوضع في البرازيل ولم يبقى إلا الاقتصاد الهندي في حالة نمو معتبر يستهلك بعض الكميات من النفط. وضع الاقتصاد العالمي لا يدعوا إلى التفاؤل، وهو المحرك الوحيد الذي يمكنه أن يساهم في عودة ارتفاع الأسعار إلى حدود 70 دولار للبرميل الواحد وأمام هذا التشاؤم فإن الخلافات بين الدول حول الحفاظ على زبائنها وقسطها من السوق لن تزول في المستقبل المنظور وبالتالي فالأسعار قد تنزل إلى تحت ما هي عليه الآن وليكون البقاء للأصلح، وفي هذا الجو الصعب فاجتماع الجزائر التشاوري لنكن واضحين سيكون من الصعب على المجتمعين إيجاد حلول للسوق خلاله والأوراق ليست كلها بين أيديهم. دخول الإنتاج الأمريكي على الخط وانخفاض تكلفة استخراجه ثم رفع الحظر عن تصديره للخارج غيّر الكثير في معادلة سوق النفط وأخلط الأوراق وارتفاع أسعار البترول في الأسواق العالمية لن يتحقق في المستقبل القريب. لخضر فراط ”بروكسل”
قال إنه سيتم الاتفاق على خارطة طريق لإنعاش سوق النفط بوطرفة: ”روسيا لم تنسحب وإنما كانت مدعوة للمشاركة فقط” الاجتماع لم يخرج بأي نتيجة من شأنها رفع أسعار المحروقات رد وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، على بعض المنتقدين له والذين نشروا انسحاب روسيا من الاجتماع غير الرسمي في الدقيقة الأخيرة، حيث كشف أن روسيا لم تنسحب من الملتقى الدولي للطاقة المنعقد بالجزائر وإنما كانت مدعوة فقط للمشاركة كضيف في الافتتاح، أي عكس ما يروج له البعض. وثمّن بوطرفة، على هامش الندوة الصحفية، حضور وزراء الدول، حيث قال إنهم تخلوا عن مناقشة قوانين المالية الخاصة ببلدانهم وأبوا إلا أن يحضروا هذا الاجتماع المهم. وبخصوص ارتدادات أسعار النفط، اعترف بوطرفة بالصعوبات التي أضحت تواجهها الحكومة لاستكمال استثماراتها، مجددا تأكيده على استحالة مواصلتها في حال لم تستقر الأسعار فوق 50 دولار، مؤكدا أن سوق النفط يحتاج إلى إعادة النظر، لذلك سيتم الاتفاق على خارطة طريق لإنعاشها. وكشف بوطرفة خلال ندوة صحفية على هامش اختتام الملتقى الدولي الخامس عشر للطاقة بمعية الأمين العام للملتقى الدولي للطاقة ”سو سان شين” أمس بمقر المؤتمرات بنادي الصنوبر بالعاصمة، أن ”الجزائر اتفقت مع الأعضاء المشاركين الذين حضروا الاجتماع غير الرسمي لمنتجي النفط على ضرورة اتخاذ إجراءات وحلول لمراجعة سوق النفط ”. وأفاد بوطرفة أن هناك إجماعا على أن الأسعار لا تساعد المستهلك ولا المنتج ما دفع بهم إلى إعطاء نظرة تصورية للمرحلة المقبلة بأن سوق النفط تحتاج إلى إعادة النظر”. من جهة أخرى كشف الوزير أن سوق الاستثمار تقلص بأكثر من 50 بالمائة في مدة لا تتعدى سبعة أشهر، معتبرا أن الجزائر لا يمكنها إطلاق مناقصات عالمية في هذا المجال كونها ستخسر فيها لا محالة، في حال أبرمت اتفاقيات مع شركات عالمية، ملمحا إلى أن اجتماع المنتدى الدولي للطاقة لم يخرج بأي نتيجة من شأنها رفع أسعار المحروقات، حينما قال إن هذا الاجتماع كان للتشاور فقط وليس لاقتراح الحلول. سارة بوطالب بعد بيانات تظهر تراجع المخزونات الأمريكية النفط يرتفع إلى 46.25 دولار تزامنا مع اجتماع الجزائر ارتفعت أسعار النفط أمس عقب خسائر حادة في الجلسة السابقة مع بيانات تشير إلى انخفاض مفاجئ في مخزونات الخام الأمريكية بالرغم من أن أجواء القلق من عدم وجود اتفاق بين المنتجين على خفض الإنتاج حدت من المكاسب. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 28 سنتا إلى 46.25 دولار للبرميل بعد أن انخفض 1.38 دولار عند التسوية في الجلسة السابقة. وارتفع الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 20 سنتا إلى 44.87 دولار للبرميل بعد أن أنهى تعاملاته يوم الثلاثاء منخفضا 1.26 دولار. وأظهرت بيانات صادرة من معهد البترول الأمريكي انخفاض مخزونات الخام 752 ألف برميل في الأسبوع المنتهي 23 سبتمبر لتصل إلى 506.4 مليون برميل. وتوقع محللون في استطلاع أجرته رويترز نمو المخزونات 2.8 مليون برميل. وعقد أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبيك) مباحثات غير في الجزائر، لكن فرص توصل المجوعة لاتفاق يحدد مستوى الإنتاج لدعم الأسعار تبدو هشة. ورفضت إيران عرضا من السعودية لتحديد مستوى إنتاجها النفطي مقابل خفض الرياض الإمدادات، وقالت مصادر نفط في إيران إن طهران تريد أن تسمح لها أوبك بإنتاج 12.7 بالمائة من الإنتاج الكلي للمنظمة.