تسجل الجزائر سنويا 27 ألف حالة وفاة لأطفال دون سن الخامسة، بسبب إصابتهم بداء الالتهاب الرئوي، وهو الرقم الذي يعتبره أهل الاختصاص في غاية الخطورة، مشددين على ضرورة الكشف المبكر لتفادي حدوث مثل هذه الكوارث، لاسيما أن نصف الوفيات يتم الكشف عن حالاتهم في وقت متأخر. كشفت المختصة في طب الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي بيكاتر بفرنسا، خلال ندوة نظمتها مؤسسة كنبيبي بالتنسيق مع مجمع اونتيكس للتحسيس بالأمراض الصدرية عند الاطفال والمراهقين، أن نصف الأطفال الذين توفوا بسبب الالتهاب الرئوي في الجزائر لم يتم الكشف عن حالاتهم إلا في وقت متأخر، مشيرة إلى أن علامات الإصابة بالداء لدى الأطفال في أغلب الاحيان لا تظهر، وهو ما يجعل الأولياء يجهلون إصابة أبنائهم بالمرض، مشيرة إلى أن الإصابة بالبنومونيا لا تستثني أي طفل، كما يمكن أن تمس أي شخص نتيجة عدم توازن البكتيريا بالرئتين، لكن الفرق يكمن في أن بعض الأطفال يصابون بها مرة واحدة ويتماثلون للشفاء من تلقاء نفسهم لكن في بعض الحالات يمكن أن تكون الإصابة خطيرة متكررة لدى الطفل. ودعت المختصة إلى ضرورة التشخيص المبكر والجيد للالتهابات الرئوية بغرض تلقي الطفل العلاج في الوقت المناسب، لتفادي تكاثر البكتيريا، مؤكدة أن المضادات الحيوية تستعمل للعلاج. وفي حالة عدم فعالية الدواء كعدم القضاء على الأعراض كالحمي الشديدة وعجز في التنفس يلجأ الطبيب إلى تغيير المضاد الحيوي. ومن جهته، كشف رئيس مصلحة الأمراض الصدرية الوراثية والباحث ايبود، عن عدة عوامل ساهمت في انتشار الأمراض التنفسية، على غرار الربو والحساسية، مشيرا في ذات السياق إلى الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية الذي قد يودي بحياة المرضى إلى الهلاك ويساهم في ظهور مضاعفات خطيرة وكذا التلوث البيئي بسبب المصانع وكثرة السيارات في المدينة، وهو ما تسبب على حد قوله في تفاقم عدد الإصابات بالأمراض الصدرية. كما تطرق البروفيسور إلى ضرورة تحسيس الرأي العام بكيفية الوقاية من الإصابة ببعض الأمراض الصدرية التي يمكن تفاديها في حال كان التشخيص في مرحلة مبكرة، زيادة على أهمية إثراء المعارف وتقديم معلومات حول الممارسات الطبية الحديثة وآخر البحوث في مجال علاج الامراض الصدرية لدى الأطفال.