خرج المئات من المواطنين والمجاهدين وأعيان ولاية الأغواط، بعد صلاة الجمعة، باتجاه مسقط رأس الأمين العام السابق للأفالان، عبد العزيز بلخادم، بوادي مرة، مستنكرين ما جاء على لسان عمار سعداني، من ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة بقوله إن بلخادم وعائلته لم يشاركوا في الثورة. وأكد مجاهدون وعلى رأسهم الحاج محمد الفداء، قائد المنطقة الثالثة، في تصريحات ل”الفجر”، أن عائلة بلخادم كانت الذراع المتين لجناح الثورة. وتابع المجاهد محمد قلومة بأن عائلة بلخادم كانت في الصفوف الأولى لجيش التحرير، وكان لها بصمة كبيرة في العديد من المعارك التي شهدتها منطقة القعدة. ومن جهة أخرى، صرح السيناتور محمود قيساري، عن جبهة التحرير الوطني، ل”الفجر”، بأن خطاب الأمين العام للأفالان لم يكن في المستوى، حيث إنه يسيء بالدرجة الأولى إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باعتبار أن عبد العزيز بلخادم تقلد عدة مسؤوليات عليا في الدولة. وجاء في بيان تنديد واستنكار تلقت ”الفجر” نسخة منه، موقع من طرف هيئات المجتمع المدني ومختلف قسمات الحزب وكذا منظمات المجاهدين، بالأغواط، أن المساس بتاريخ الثورة خط أحمر لا يجوز لأي كان أن يتلاعب به. وخرج سكان بلدية آفلو، رفقة ممثلي الحركة الجمعوية ومنظمات إلى جانب أفراد الأسرة الثورية حاملين لافتات ”الفتنة نار ولعن الله من أوقدها”، و”البغض والكذب هو انتقام الجبان”، منددين باستمرار التجاوزات وبصمت الجهات المعنية، وطالبوا السلطات العليا وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بضرورة فتح تحقيق للنظر في هذه التجاوزات التي تدفع بالشباب إلى انزلاقات خطيرة، مهددين بالتصعيد في حالة عدم التدخل وإعادة الاعتبار إلى بلخادم. م.هرقال/ ب. رميتة دعا إلى رفع مستوى الخطاب السياسي وحصره في التنافس على البرامج غويني: العدالة وحدها المخولة لفحص اتهامات سعداني في حق توفيق وبلخادم وقف رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، على مسافة متقاربة من سعداني والشخصيات التي هاجمها، ممثلة في الفريق المتقاعد محمد مدين والأمين العام السابق للأفالان عبد العزيز بلخادم، اللذين اتهمهما سعداني بالعمالة لفرنسا، حيث دعا غويني، إلى الرمي بالقضية في مرمى الدولة التي لديها عدالة ومؤسسات بإمكانها النظر في تلك الاتهامات. ولم يصنف فيلالي غويني، في ندوة صحفية عقدها أمس، تصريحات سعداني في حق الرجلين، بالصحيحة ولا بالكاذبة، وفضل تقديم تعليق عام بالقول إن العدالة وحدها هي من تستطيع فعل ذلك. وتابع بأن الجزائر بمؤسساتها وعدالتها هي المخولة الوحيدة للفصل في تلك الاتهامات الخطيرة، مشيرا إلى أنه ليس محققا للخوض في تفاصيل ما أدلى به الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، ودعا إلى أهمية الارتقاء بالخطاب السياسي، وعدم الزج به في خندق التهم والتراشقات الإعلامية، لأنها لا تخدم مصلحة الوطن خاصة في الظرف الحالي. وأوضح الأمين العام لحركة الإصلاح أن الحركة تعد العدة لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، وهي تحضر القواعد لتجاوز هذا الاستحقاق العام، الذي وصف ظروفه بالصعبة، مستندا إلى العراقيل الكثيرة والعديدة التي وردت في قانون الانتخابات الأخير، وأيضا لقلة الرقابة بسبب عدم توفر آليات حقيقية لدى الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات المستحدثة من قبل الرئيس في إطار التعديل الدستوري الأخير. ولم يفوت غويني الفرضة للتذكير بالمناخ الديمقراطي الذي يطبع هيئة التشاور التي ينتمي إليها، موضحا أن الانتماء للهيئة لا يعني بأي شكل من الأشكال الإجماع على نفس القرار السياسي فيما يتصل بالاستحقاقات. وثمن اعتزام الأرسيدي دخول الانتخابات القادمة بعد قرار المجلس الوطني للحزب في آخر اجتماع له، مبرزا أن حركة الإصلاح الوطني عازمة على تحقيق نتائج أحسن في الانتخابات المقبلة، والتنسيق مع الأحزاب لمواجهة التزوير. وقال المتحدث إن انسحاب الحركة من قطب قوى التغيير الذي يرأسه علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات والإبقاء على عضوية الحركة في هيئة التشاور، هو قرار ديمقراطي اتخذ بموافقة أغلبية أعضاء المكتب الوطني للحركة، مشيرا إلى أن أهداف الحزب تتمثل في تجسيد توافق وطني يكون خلاصة لحوار سياسي حقيقي لا يقصي أحدا من القوى الحية في البلاد، من أجل تجاوز الانسداد السياسي وتسهيل عملية انخراط مختلف الأطياف السياسية في مسار صيانة اللحمة الوطنية والتصدي لكل الأخطار التي تهدد البلاد.