أصاب استقبال مصر، بشكل رسمي، لوفد من جمهورية الصحراء الغربية، السلطات المغربية بحالة من الهستيريا والتخبط، حيث أعطى المخزن الضوء الأخضر لمنابره الإعلامية للتهجم على كل ما هو مصري. واستقبلت مصر، أمس الأول، وفدا عن جبهة البوليساريو، للمشاركة في المؤتمر البرلماني العربي الإفريقي في مدينة شرم الشيخ، وقد أجرى الوفد عددا من اللقاءات والأنشطة على هامش أعمال المؤتمر، كما شارك في الجلسة المشتركة بين البرلمانيْن العربي والإفريقي، حيث وُضعت لافتة كتب عليها ”الجمهورية الصحراوية”، والتقى عددا من رؤساء البرلمانات العربية والإفريقية، بينهم رئيس البرلمان المصري علي عبد العال. ونقلت صحيفة ”اليوم 24” المغربية أمس، عن مصادر مغربية لم تسمها، تأكيدها أن ”الرباط نقلت غضبها العارم لسلطات القاهرة، وأنها تنتظر ردا على هذا الاستفزاز”، وفق قولها. وكانت مراسيم الاجتماع المشترك بين برلمان عموم إفريقيا والبرلمان العربي، قد انطلقت، الإثنين الماضي، بمشاركة وفود برلمانية تمثل 47 دولة عربية وإفريقية، وحظى الوفد الصحراوي باستقبال رسمي بعد أن منحت القاهرة أعضاء جمهورية الصحراء الغربية تأشيرات لدخول أرضيها، بمناسبة مرور 150 عاما على انطلاق البرلمان المصري. واعتبرت الرباط أن تضمين بيان المؤتمر بتوصية لدعم ومساندة حق الشعوب في تقرير مصيرها، والعيش في سلام، طبقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة، موجها ضدها. وعددت تقارير إعلامية مغربية مواقف مماثلة من القاهرة تظهر اعترافها بالصحراء الغربية، فمؤخرا توترت العلاقة بين الطرفين خلال تقديم المغرب طلبا للعودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، حيث رفضت القاهرة التوقيع على طلب تعليق مشاركة البوليساريو في جميع هياكل الاتحاد الإفريقي. واستمرارا لسياسة الهجوم على مصر، شنت صحف ومواقع مغربية انتقادات حادة على القاهرة وزعمت أن توقيت الخطوة المصرية مهم للغاية، فهو يأتي عقب الانتخابات البرلمانية في المغرب التي فاز بها الإسلاميون، ومعروف أنَ مصر لها موقف سلبي من الإسلام السياسي بشكل عام ومن الإخوان بشكل خاص وفق ما ذهبت إليه التقارير. أما عبدالفتاح الفاتحي، الباحث الأكاديمي المغربي، فذهب ابعد من ذلك، مدعيا أن ”الموقف المصري الجديد بالسماح بحضور البوليساريو إلى مدينة شرم الشيخ، لا يختلف كثيرا عن استدعائها وفد الحوثيين إلى شرم الشيخ”.