سمحت الحكومة المصرية، في خطوة سابقة من نوعها، بمشاركة وفد من "البوليساريو" ممثلا لبرلمان الصحراء الغربية في أشغال المؤتمر البرلماني العربي – الإفريقي بشرم الشيخ. وقد أثارت هذه المشاركة غضب "المخزن" في الرباط، وما زاد من صدمة البلاط المغربي، هو نص إعلان "شرم الشيخ"، الصادر في ختام الجلسة المشتركة للبرلمان العربي وبرلمان عموم إفريقيا الاثنين الماضي، والذي أكد على "دعم ومساندة حق الشعوب في تقرير مصيرها، والعيش في سلام طبقًا لمبادئ القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة" حسب نص الإعلان الصادر عن المؤتمر. واستقبلت مصر الوفد الذي ترأسه قياديون عن جبهة "البوليساريو" التحرّرية، حيث شاركوا إلى جانب برلمانيين ينتمون لدول عربية وإفريقية، على حد تعبير مواقع إعلامية مصرية. وتأتي خطوة استقبال مصر لوفد عن جبهة "البوليساريو"، رغم تأكيد أكثر من مسؤول دبلوماسي مصري ومغربي عن متانة العلاقات بين البلدين، كان آخرها الحفل الذي حظي به محمد سعد العلمى سفير المغرب في مصر بمناسبة انتهاء مدة انتدابه بحضور مسؤولين مصريين شهر جويلية الماضي، بل تزامن مع ترويجات عن حملة تقودها القاهرة لإدماج المغرب في هياكل الاتحاد الأفريقي. وعلى خلفية ذلك، كشفت منابر إعلامية مخزنيّة، أن المغرب ينتظر ردا رسميا للمسؤولين المصريين حول مشاركة وفد "البوليساريو" في المؤتمر البرلماني العربي - الإفريقي الذي احتضنته مدينة شرم الشيخ بداية الأسبوع الجاري. وينتظر حسب ذات المصادر، أن تصدر سفارة جمهورية مصر بالرباط بلاغا توضيحيا حول واقعة حضور وفد عن "البوليساريو" بشكل رسمي، حيث أن المسؤولين المغاربة يترقبون الموقف الرسمي لجمهورية مصر قبل الإقدام على أي خطوة تجاه ما اعتبروه استفزازا جديدا، خاصة بعد نص الإعلان الصادر عن المؤتمر والذي تبنى فيه المطلب الأممي المتمثل "في حق الشعوب في تقرير مصيرها" وهي النقطة التي جنّ لها جنون المخزن.