تقع "بلاد قدور بوفاريك" بمدينة شرشال الساحلية، بحيث يتواجد بها السيرك الروماني الوحيد في شمال إفريقيا، وهي مصنفة ضمن التراث الوطني، إلا أن تلك القطعة الأرضية المتواجد بها السيرك، اتخذها أصحاب مدارس تعليم السياقة مضمارا للتكوين والامتحانات. ويبدو المكان مهملا إلا أنه يحتوي على أحد أهم المعالم الأثرية والتراثية بالجزائر وشمال إفريقيا، كونه السيرك الروماني الوحيد في شمال إفريقيا، وهو مصنف ضمن التراث الوطني الجزائري تحت رقم 024-42. ولم تعرف القطعة الأرضية أية عملية لإبراز مضمونها الأثري وتثمينه، إلا أنها ظلت محمية طيلة عقود من الزمن، رغم محاولات عديدة لاستغلالها، لكنها تشهد منذ سنوات عملية اعتداء قضى على جزء من مدرجات السيرك بشكل واضح، من خلال قيام سكان الجوار على الحفر قصد تحويل الشاليهات التي وضعت في الجهة الشمالية للمحمية جراء زلزال الأصنام سنة 1980 إلى بنايات ما عرض جزء يمتد إلى حوالي 800 متر من مدرجات هذا السيرك الروماني إلى التلف لاضطرارهم الاقتلاع منه بقصد البناء. ونشير أن ما تم بهذه المحمية يعد مخالفا تماما لما ينص عليه قانون حماية التراث الثقافي، ومنذ سنوات شهدت المواقع الأثرية بمدينة شرشال إهمالا كبيرا، سواء من طرف السلطات العمومية أو من المهتمين من المجتمع المدني، فرغم الحركة التي صاحبت تعرض نافورة الساحة الرومانية الى التحطيم، غير أنها هدأت دون أن تتخذ أية مبادرات لإعادة تثمين هذا الموروث واتخاذ إجراءات لحمايته، ونشير أن العديد من المهتمين راسلوا السلطات للتدخل فيما يحصل إلى السيرك الروماني من إتلاف، لكن لم تتمكن الجهات المخولة من تطبيق القانون، ونشير أيضا أن مديرية الثقافة لولاية تيبازة لم تتمكن من فعل شيء إزاء المعتدين على القانون وعلى التراث، بحيث ترمي هذه الأخيرة المسؤولية على الجهات القضائية.